آداب الطريق في الإسلام

آداب الطريق في الإسلام

الطُّرقاتُ مكان لاجتماع الناس واختلاطهم، وللإسلام فيها آداب، بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله. قال صلى الله عليه وسلم: “حق المسلم على المسلم ست..” وذكر منها: “إذا لقيته فسلم عليه” مسلم. فالمجتمع الإسلامي مجتمع الإخاء والتوادِّ والتحابب، وتحية السلام بين الناسِ وسيلة لتأكيد هذه المعاني، وتوثيق هذه الروابط. والطريق ملك للعموم، فلا يحق لأحد أن يؤذي أحدًا بما يحمله أو ينقله. عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبل، فليمسك على نصالها، أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء” متفق عليه. وقد فصل الفقهاء الأحكام بشأن مسؤولية من أساء استعمال الطريق، فربط دابته في طريق ضيق، أو وضع حطبه فيه.. وإذا كان الطريق من المرافق العامة، فمن واجب كل فرد أن يسعى جهده في المحافظة على نظافته وعزل الأذى عنه. عن أبي برزة قال: قلت: يا نبي الله، علمني شيئًا أنتفع به. قال: “اعزل الأذى عن طريق المسلمين” مسلم. وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له، فغفر له” متفق عليه. وإذا كان الأمر كذلك، فإن من الإساءة أن يضع المسلم أو يلقي في طريق المسلمين ما يسيء إليهم. وليست الطرق مكانًا للجلوس عليها، ولكن يحدث ذلك في الطرق التي يقل فيها المرور، وتكون عادة في أطراف البلد.. وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ثم أذن بشروط. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إياكم والجلوس على الطرقات”: قالوا: ما لنا بدٌّ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: “فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها” قالوا: وما حق الطريق؟ قال: “غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر” متفق عليه. وزاد في رواية عن أبي هريرة: “وإرشاد السبيل”. وبهذا وجههم صلى الله عليه وسلم بحيث أصبح جلوسهم عاملًا إيجابيًا في المساهمة بأعمال الخير، فيما يحتاج إليه المارة في الطريق.

من موقع الألوكة