أنا صديقتكم إيمان من عنابة، عمري 36 سنة، أعمل بمؤسسة خاصة منذ أكثر من سبع سنوات، أقوم بمهامي المهنية على أكمل وجه والحمد لله، ليست لدي مشاكل من هذه الناحية، لكن ما يؤلمني هو أنني أحب مساعدة الآخرين وتقديم الخدمات لهم وألبي كل حاجاتهم، وفي كثير من الأحيان أعمل هذه الأمور لغيري على حساب حاجتي الشخصية، التي أؤجلها، لكن الآخرين لا يقدرون ما أفعله معهم ولا يشكرونني على ذلك وينكرون جميلي، والمهم عندهم أن حاجتهم قضيت.
لا أخفي عليك أنني أتذمر من نكران جميلي من طرف من وقفت إلى جانبهم في الأوقات الصعبة، خاصة وأنني أقدم خدماتهم على حساب حاجاتي وخدماتي، ومن المؤكد أنهم سيتركونني مع أول مشكلة تقع لي، وهذا ما جعلني أفكر في التخلي عنهم وأبتعد عن تقديم الخدمات لغيري.
فهل أنا على حق فيما أرغب فيه، أم أنا مخطئة؟
أرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمشكلتي قبل أن أتخذ قرارا أندم عليه بعد ذلك.
الحائرة: إيمان من عنابة
الرد: ثقي عزيزتي إيمان أن الأفعال التي تقومين بها مع غيرك هي محبوبة عند الله تعالى ويفعلها الإنسان الذي أحبه رب العالمين، لكن لا يجب أن تقدمي هذه الخدمات على خدماتك وحاجاتك الخاصة، وننصحك بأن تستمري في تقديم هذه الخدمات لغيرك متى كان باستطاعتك ذلك دون انتظار منهم الشكر، فالله عز وجل هو الذي يجازيك على ما تقومين به وليس الأشخاص، إلى جانب أن حسناتك ستتضاعف مقابل الخدمات التي تقدمينها لغيرك.
ولا تنسي أن الدال على الخير كفاعله، فما بالك بفاعل الخير، فأنت تقومين بفعل الخير مع الآخرين فلا تتوقفي عن ذلك ما دمت قادرة.
وفقك الله في ذلك