أحزاب، منظمات عمالية، تنظيمات طلابية، جمعيات وزوايا تدعمه وتسانده… هل حسم بوتفليقة نتيجة الرئاسيات؟!!

أحزاب، منظمات عمالية، تنظيمات طلابية، جمعيات وزوايا تدعمه وتسانده… هل حسم بوتفليقة نتيجة الرئاسيات؟!!

الجزائر- بعدما شغل الساحة السياسية في الآونة الأخيرة تساؤلٌ عن ترشح الرئيس بوتفليقة من عدمه لعهدة خامسة خلال انتخابات أفريل القادم، أنهته رسالته الأخيرة الموجهة للأمة، يطغى على الساحة السياسية الآن تساؤل جديد هو هل انتخابات الـ 18 أفريل حُسمت نتيجتها مسبقا لصالح الرئيس المترشح؟ أم أن السباق مازال مفتوحا ولم يكشف بعد عن كامل أوراقه؟

أنهى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على غير عادته “السوسبانس” مبكرا عندما أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية لعهدة خامسة قبل عدة أيام من إغلاق أبواب “ابداء النية” والتقدم لهذا الموعد المصيري.

“صمت وترقب” الرئيس، الذي دأب على الإعلان عن مواقفه في اللحظات الأخيرة، لم يدم طويلا هذه المرة ولم يستغرق سوى 24 ساعة فقط ليلبي مطلب الآلاف من المواطنين الذين امتلأت بهم القاعة البيضوية التي شهدت إعلان الأفلان وبشكل رسمي ترشيحه لعهدة رئاسية جديدة، في رسالة وجهها للأمة أنهت جدلا و”سوسبانس” كان بمثابة الموضوع الرئيسي لتصريحات أغلبية رؤساء الأحزاب السياسية وحتى الشخصيات الوطنية خلال الأشهر الأخيرة الماضية.

ترشح الرئيس بوتفليقة لـ “حدث” أفريل القادم يكون بمثابة الضربة القاضية لأزيد من 181 مترشح الذين أعلنوا نيتهم المشاركة في الاستحقاق القادم وقاموا بسحب استمارات اكتتاب التوقيعات، وبمثابة “قطع الطريق” أمام الاسماء المترددة التي لم تحسم بعد أو أجلت مسألة مشاركتها في الرئاسيات إلى تاريخ لاحق.

حسم بوتفليقة لمسألة الرئاسيات يأتي من منطلق المساندة التي يحظى بها من قبل “أحزاب موالية متحالفة” تملك ما يزيد عن ثلاثة أرباع  أصوات الهيئة الناخبة التي منحتها صوتها سواء في الانتخابات المحلية أو التشريعية الأخيرة، ناهيك عن مختلف المنظمات والهيئات الأخرى على غرار الزوايا والتنظيمات العمالية والطلابية.

رئاسيات أفريل 2019، التي ستكلف ميزانية الدولة حوالي ما قيمته 50 مليار دينار جزائري، ستشهد منافسة شرسة بين المترشحين، ليس على منصب الرئيس الذي يبدو قبل أوانه “محسوما” بالنظر لما تم ذكره سابقا، وإنما على منصب “الوصيف” الذي يبدو في نظر المتتبعين مقتصرا بين المترشح الحر الجنرال المتقاعد علي لغديري ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري ورئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس في حالة تأكد ترشحه، أو أؤلئك الذين سيتنافسون بـ”ضراوة” على تجنب المركز الأخير الذي شغله على مرات متتالية رئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين.

ومن أجل إجهاض وإبطال كل ما تم ذكره، يبقى لزاما على أحزاب المعارضة أو الشخصيات “الحرة” اللجوء إلى الخيار الوحيد المتبقي وهو المشاركة بمرشح واحد يجمعها، وتغليب كل ما يجمعها على ما يفرقها كونها تعجز عن استقطاب أصوات الناخبين إليها وتأييدها ودعمها، لعل وعسى تخرج بنتيجة تعتبر “مفاجأة الرئاسيات”.

مصطفى عمران