يرى الفنان المسرحي الجزائري، سيد أحمد قارة، أن الفرق بين الممثل المسرحي ومثيله أمام الكاميرا هو أن الأول تسكنه الشخصية، على عكس الثاني الذي يسكن هو الشخصية.
وأوضح قارة في حوار أدلى به لجريدة “الوسط” المصرية، أن المسرح هو فن طازج يُستهلك آنيا، بينما السينما والتليفزيون هما فنان مُعلبان يستعير فيهما المتفرج عيني المخرج، الذي يختار بدلا عنه زوايا المشهد، وبالتالي زوايا المشاهدة ومساحتها فيمكنه اختيار المشاهد المُقربة، وهو أمر غير متاح في المسرح، مما يدفع الممثل بالضرورة إلى أداء طبيعي وصادق في إيماءاته، الشيء الذي لا يتوفر للممثل المسرحي، الذي يلعب في إطار فضاء ركحي يجعل زاوية المشاهدة في مشهد شامل، وبالتالي يكون الأداء مضخما للحركة أكثر من الإيماءة، حسب موقع «الجزائر».
وأضاف: «فلا بد أن يعي الممثل هذا الفرق في طبيعة أدائه، ومن واجب المخرج التليفزيوني ومن مهامه توجيه ممثليه في هذا الإطار ومرافقتهم في لعب شخصياتهم لأن ما شاهدناه من بعض المقترحات الأدائية في المسلسلات هو عبارة عن اجتهادات شخصية من الممثلين المستندين إلى ما في دواخلهم من تجارب وخبرات».
وأوضح: «وهو ما جعل أداء بعضهم من الذين لا يزالون في تجاربهم الأولى أداء مسرحيا أمام الكاميرا، ودفع بالبعض الآخر إلى اعتماد قوالب جاهزة قدموها في مسلسلات سابقة على اختلاف شخصياتها».
وبيّن قارة أن «الإخراج التليفزيوني ليس تقنية فحسب، وليس حركة كاميرا وزوايا تصوير وإضاءة وتقطيع وتركيب، بل هو بالأساس وعي بتفاصيل الشخصية وإدارة الممثل، فامتلاك التقنية وحدها قد يصنع كمالا تقنيا، لكنه بارد بلا روح وصنعة بتصنّع، وهي نقطة ضعف أغلب مُخرجينا في السينما والتليفزيون».
ب-ص



