يا زائرا أرض الجمال التي بها
زهرة رأت النور في الكون ساطعا
أقبل عزيزا بين أهل ود وجود
الله من فضله زادهم رفعة وتواضعا
فضائل قومي في العالمين كثيرة
ذكرهم بالخير والمكارم يظل شائعا
كلماتي تنساب من القلب غزيرة
وما كان القلم للقلب إلا مطاوعا
أقول فخرا هذه أرضي ونبضي
ولست أرتجي بمدح أرضي مطامعا
وإذا المرء لم يبايع بحبه لأرضه
فمن لغيرها يكون بحبه مبايعا
قد ألام في حبك يا أرض لكن
لائمي نزع من قلبه حب أرضه نزعا
فليعد للحياة فهو لا ريب ميت
وإن كان في الحياة حاضرا مستمتعا
يا أرض أنت مني وأنا منك
نعيش الوجود بالحب مجملا مرصعا
يا أرض إن غبت عن العين لحظة
فبالحب بنيت لك في قلبي مخدعا
أرضي بالميم بدأ اسمها فتحا
تتلوها سين بكسر ممدودة يا سامعا
ولام بالفتح تعانقها ختاما تاء
فاجمع الحروف يا سامع إن كنت جامعا
هي مسيلة ومن غيرها بحروفها
أتغنى وأفاخر ولست أكابر طبعا
أرض إذا استنطقت الغيوم مطرا
ترى الجمال يسبح في روابيها مبدعا
يا زائرا أرض الجمال لا تقل وداعا
وقل إلى لقاء فلست لها مودعا
عسى لقاء بعد الفراق بيننا
يكون على هذه الأرض لنا جامعا
امض سالما وعد وبك مرحبا
ولا تكن لودنا بعد الوصل مقاطعا
فبالأشواق سترقبك العيون لهفة
وكذا بالحب سيأتيك القلب مسارعا
ومن عن أرضه تغرب يدرك حرقة
أن بعد البعد حنينا أشواقا ومواجعا
وإذا النفس عاندها البعد قالت
يا قلب هيت لك نلقى الأحبة معا
