أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة أبناء، أكبرهم ابنتي البكر التي ستجتاز الموسم الدراسي الحالي (2024-2025) امتحان شهادة البكالوريا، وهنا تكمن مشكلتي، حيث أرغب في أن تتخصص ابنتي في الطب لكي تصبح طبيبة بعد نجاحها في شهادة البكالوريا طبعا وتحقق لي رغبتي التي لم أتمكن من تحقيقها، لكنها ترفض هذا الأمر وتريد أن تواصل دراستها في الجامعة في تخصص آخر وهي تبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق رغبتها، وقد ترجيتها كثيرا للعدول عن قرارها وتحقيق رغبتي، لكن دون جدوى.
وقد عاتبني زوجي على ضغطي على ابنتي الذي تجاوز حده وأصبحت أتصرف معها بطريقة عدوانية لأنها لم تلبِ لي رغبتي، وهي حاليا تهددني بالتوقف نهائيا عن الدراسة والبقاء في البيت، لا تحقق لا حلمي ولا حلمها المستقبلي .
فهل أنا محقة في هذا المطلب أم أنا مخطئة، خاصة وأن نتائج ابنتي خلال الفصل الدراسي الأول لم تكن كسابقاتها، ولجأت ابنتي إلى هذا التهاون في دراستها لكي لا تدخل كلية الطب، وبالتالي تضعني أمام الأمر الواقع.
فأرجوك سيدتي الفاضلة أن تعطيني الحل الأرجح لمشكلتي مع ابنتي قبل فوات الأوان..
فأنا أرغب في أن تكون ابنتي متفوقة في دراستها وكل حياتها.
الحائرة: أم يسرى من المدية
الرد: يبدو من خلال ما رويته لنا بخصوص مشكلتك مع ابنتك التي ترفض تحقيق رغبتك بدخول كلية الطب، أن هذه الأخيرة
(ابنتك) على صواب، لأنها ترفض السعي لتحقيق رغبة في الحياة وهي غير مقتنعة بها، وأكيد إن حققتها، ليس لإرضاء نفسها وتحقيق حلم حياتها الذي اجتهدت وثابرت من أجل الوصول إليه.
والخطأ الذي يقع فيه أغلب الآباء أنهم يرجون من أبنائهم أن يحققوا لهم ما رغبوا في تحقيقه في حياتهم ولم يصلوا إليه بأنفسهم، وهذا السعي سيدمر مستقبل الأبناء، لأن حلم الأبناء لا يجب أن يكون دائما مطابقا لحلم الآباء، وليس بالضرورة أن يحقق الأبناء رغبة آبائهم خاصة في مجال الدراسة، رغم أن مثل هذه الأمور تحدث في بعض الأحيان عند الأولاد فتجدهم بمحض إرادتهم يريدون تحقيق رغبة من رغبات آبائهم من باب إرضائهم وليس مرغمين على ذلك من طرف الآباء، كما تفعلين أنت سيدتي أم يسرى مع ابنتك ومطالبتها بأن تحقق لك رغبتك بدخول كلية الطب وممارستك عليها الضغط لإجبارها على ذلك، وهذا كان له الأثر السلبي على نتائجها الدراسية خلال الفصل الأول من الموسم الدراسي الحالي.
وعليه، فأنت مطالبة سيدتي الفاضلة بتغيير سلوكاتك مع ابنتك خاصة في مجال دراستها واتركي لها حرية اختيار مستقبلها بنفسها، فقط عليك تشجيعها والوقوف إلى جانبها في كل مراحل حياتها حتى تصل إلى أعلى المراتب، وهذا ما نتمنى أن تقومي به تجاه ابنتك وتزفي لنا خبر تفوقها في دراستها في المستقبل القريب.