ارتفاعها يزيد من صعوبة عملهم.. مهن يواجه أصحابها درجات حرارة عالية

ارتفاعها يزيد من صعوبة عملهم.. مهن يواجه أصحابها درجات حرارة عالية

يتواجه ممارسو بعض المهن مع درجات الحرارة المرتفعة بشكل يومي، وهو ما يُصعب عليهم مزاولة عملهم، ناهيك عن خطر إصابتهم بضربات الشمس أو الإجهاد الحراري وكل التأثيرات الخطيرة على الصحة.

فعلى مدار اليوم يقف البناؤون والعاملون في الورشات تحت أشعة الشمس الحارقة في أغلب أيام فصل الصيف الحار، ويرفض ممارسو هذه المهنة المتعبة الركون إلى الراحة ويواصلون عملهم بمشقة تجنبا لتعطيل مصالح الناس، معرضين أنفسهم للمخاطر والعطش وأشعة الشمس، حيث تتطلب مجمل الأعمال البقاء لساعات طوال تحت أشعة الشمس الحارقة.

 

الورشات.. يوميات عمال تحت أشعة الشمس

تشهد ورشات البناء حركة عادية كتلك التي تكون في جميع فصول السنة، إذ لا يستثنى عمال البناء من مواجهة الحرارة والمكوث تحتها طوال ساعات وفترات عملهم، ويفضّل البناؤون وأعوانهم بداية العمل مبكرا ابتداء من الساعة السادسة صباحا عادة، من أجل الانتهاء مبكرا في حدود الواحدة أو الثانية زوالا، وهي الساعة التي تصل فيها درجات الحرارة إلى ذروتها، ويواجه البناؤون ومساعدوهم أوقاتا عصيبة طيلة فترات عملهم التي تتطلب منهم البقاء تحت أشعة الشمس، بحيث تتطلب مجمل الأعمال البقاء لساعات طوال تحت أشعة الشمس الحارقة، باعتبار أن بعض الأعمال تكون خارجية على غرار بناء الأسوار والأعمدة وتلبيس الجدران وطلائها وغيرها من التفاصيل التي تستوجب تعرض العمال لأشعة الشمس والبقاء تحتها، وهو ما يزيد من متاعب هذه الفئة، التي تعاني الأمرين طيلة فصل الصيف.

ويُرجع البعض سبب ذلك إلى أن بعض الأعمال تتعلق بعامل الوقت ولا تحتمل التأجيل أو التأخير، ولهذا فالعمال يكدون ويجدون في عملهم ويضاعفون مجهوداتهم، ما يزيد من إرهاقهم وتعبهم وإصابتهم بالانهيار، وبين هذا وذاك، فإن الكثير منهم لا يتخلف عن أداء أعماله ومهامه، لنجدهم يتصببون عرقا وآثار الإرهاق والتعب بادية على محياهم، غير أن ذلك لا يوقفهم عن عملهم بسبب ارتباطاتهم والتزاماتهم المحفوفة بالمخاطر والمشاق والتي تتجلى في أداء عملهم على أكمل وجه حتى لو كلفهم ذلك سلامتهم، ويستعين عمال الورشات كغيرهم من العمال بالمستلزمات التي تساعدهم على مجابهة الحرارة، على غرار الماء الذي لا يفارقونه باستعمالهم إياه في الاغتسال والشرب، كما نجدهم يتسلحون بالقبعات لمنع أشعة الشمس من التسلل إلى رؤوسهم وإصابتهم بالصداع الشديد والانهيار، ويصاب عادة عمال الورشات بالانهيار والإرهاق الشديدين، جراء تعرضهم المطول لأشعة الشمس بحيث طالما يصابون بالإعياء الشديد دائما ونجدهم أيضا دائمو تناول أقراص الصداع لإزالة آثار الصداع الناجم عن الحرارة .

الخبازون.. درجات حرارة لا تُطاق في سبيل “الخبزة الحلايلية”

يتكبد الخبازون معاناة كبيرة خلال فصل الصيف في سبيل توفير الخبز للمواطنين، وذلك بالنظر إلى أجواء الحرارة التي تميز الفصل، تضاف إليها الكميات الكبيرة التي يحضّرونها من الخبز لتلبية طلبات المواطن وتجنب الوقوع في الندرة، ويبدأ عمال المخابز في تحضير الخبز في أول ساعات الفجر، أي قبل أن تشتد درجات الحرارة وتزيد أكثر، حيث يتم عجن الخبز بكل أنواعه قبل وضعه في الأفران التي ترفع من درجة حرارة المكان إلى أكثر من 50 درجة مئوية، ورغم هذه الظروف الصعبة والشاقة، إلا أن الخبازين يقومون بعملهم على أحسن وجه ودون تقصير أو تكاسل، مما يجعلهم يستحقون الثناء لما يقدمونه من مجهودات على حساب صحتهم وسلامتهم، وبين هذا وذاك، فإن أصحاب المخابز يواجهون ظروفا صعبة خلال فصل الصيف، بحيث تدفع الظروف المصاحبة لفصل الحرارة إلى عزوف العمال عن العمل وتركه هربا من مشقته وحرارة الفصل، لتواجه بذلك المخابز عجزا ونقصا عدديا في العمال، غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يواصل أصحاب المخابز عطاءهم وإمداد المواطن بالخبز.

 

محطات الوقود ساعات من الوقوف

يقضي عمال محطات الوقود أوقاتهم في توفير الوقود لأصحاب السيارات والمركبات، شأنهم في ذلك شأن المهن الأخرى، فعملهم شاق ومضنٍ، خاصة وأنهم يقضون ساعات عملهم كاملة تحت أشعة الشمس، لنجدهم يقومون بمجهودات جبارة أمام طوابير السيارات التي لا تنتهي بانتهاء اليوم لأجل ملء خزانات وقودها، وتحت أشعة شمس حارقة تفوق الـ 40 درجة، يقف عمال محطات البنزين وهم يتصببون عرقا ومظاهر التعب بادية على وجوههم، يثابرون في سبيل توفير الخدمات للمواطنين دون انقطاع.

 

عمال المناجم وحقول البترول… ظروف لا تشبهها كل الظروف

نختم مقالنا بالحديث عن عمال المناجم وحقول البترول الذين يجوبون الصحاري من أجل ضمان الإمداد بمادة البترول أو بمختلف المواد المنجمية التي لا تخلو ممارستها من مظاهر الشقاء والتعب، حيث يصارع هؤلاء كل الظروف الطبيعة الصعبة والحرارة المرتفعة للقيام بعملهم على أحسن وجه ودون تقصير منهم، فرغم درجات الحرارة التي تتعدى الـ50 درجة في حقول البترول الموجودة بعمق الصحراء الجزائرية، إلا أن عزيمة العمال والمؤسسات المنجمية الأخرى قوية ولا تتأثر بأجواء الحرارة، بل بالعكس، تزيدهم همة لتقديم جهد أكبر في هذا الفصل الحار لتقديم خدمة للوطن والمواطن، إذ ورغم قساوة الفصل وحرارته المتفاوتة، نجدهم يثابرون لتأدية مهامهم، وبما أن حقول البترول والمناجم تتواجد بأعماق الصحراء الجزائرية، فإن هذا يوحي حتما إلى الحرارة الملتهبة بهذه المناطق الحارة التي تفوق بها درجات الحرارة الـ 50 درجة مئوية تحت الظل.

ل. ب