أعلام الحركة الكشفية: مفخرة تيارت وواحد من قاماتها الكشفية…. العربي بن عنان صانع القادة والعمداء وأب التكشيف بتيهرت

أعلام الحركة الكشفية: مفخرة تيارت وواحد من قاماتها الكشفية…. العربي بن عنان صانع القادة والعمداء وأب التكشيف بتيهرت

إكراما مني وتقديرا للمجهود المبذول من قبل القائد عبد القادر بوخاري واجتهاده في البحث عن المعلومة ونقلها بأمانة، ارتأيت أن أترك له المجال اليوم ليحرر قلمه ويبدع في سرد سيرة علم من أعلام التكشيف بمنطقته ولاية تيارت، ولم أغير بالمقال سوى بعض التعديلات الطفيفة لأحافظ على نفس الكاتب وروحه وأخلد اجتهاده عبر شخصية العربي بن عنان، حيث يقول: يعتبره كل عمداء الحركة الكشفية بولاية تيارت المربي والأب الروحي للجميع، فلطالما رأوا فيه الوالد والقائد والصديق وقدوتهم جميعا. عندما أردت المشاركة في المسابقة الوطنية التي نظمها قسم الإعلام بالمكتب الوطني لقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية على شهيد الحركة الكشفية، لم أتردد أبدا بأن تكون شخصية الشهيد العربي بن عنان هي مقالي الذي سوف أشارك به لأنه لم يسبق لي أن رأيت قائدا كشفيا وتمنيت أن ألقاه مثل القائد الشهيد عربي بن عنان هذا لما رأيت من حب واحترام من طرف قادتي في الكشافة لهذه الشخصية وعندها قررت الغوص فيها.

ولد القائد العربي بن عنان في 15 أفريل 1935 بدائرة فرندة ولاية تيارت، التحق بصفوف الحركة الكشفية في سن صغير وأصبح قائدا في سن مبكر، حيث تقلد عدة مهام كشفية في مدينة تيارت كقائد ومؤسس للكشافة بمدينة فرندة، بعدها عين قائدا للجهة الغربية لولاية تيارت، حيث ترأس “الجمبوري” الاحتفال السنوي العالمي بسيدي فرج سنة 1968 تحت إشراف الرئيس الراحل هواري بومدين آنذاك، وقاد المخيم الوطني في سيدي بختي في تيارت، بالرغم من كل ما حققه القائد العربي بن عنان في صفوف الكشافة، لكن هذا لا يبرر كل هذا الاحترام و الحب الذي يقدمه له عمداؤنا وقادتنا من أجل أن نعرف سبب هذا الحب، قررنا الاقتراب أكثر من القائد العميد شامخ علي أطال الله في عمره والتقرب من كل من يعرف هذه الشخصية لمعرفة أكثر عن القائد العربي بن عنان، الشيء الذي اشتركت فيه شهادة القادة هي أن القائد مجّد قانون الكشاف وغرسه في عائلته، حيث علمهم معنى الإخلاص لله وللوطن وللوالدين وللمسؤولين، كما زرع فيهم مبدأ مد يد العون وأن يكون المرء نافعا وصديقا للناس جميعا وأن يكون عطوفا على الضعفاء حميد السجايا… هي قيم وروح مستلهمة من قانون الكشاف حاول الوالد العربي زرعها وغرسها في عائلته وكل الكشافين ليعيدها كلهم بعد مرور سنوات وهم يحاولون صياغتها ويحاولون تقصي ذكرى القائد العربي بن عنان الذي إن غاب في الثرى، فلن تغيب ذكراه عنا وعن كل من عايشه.

يقول العميد شامخ علي “الشخصية التي كل ما وقعنا بمشكلة تذكرناها هي شخصية العربي بن عنان، حيث كان يقدم لنا عصارة خبرته لنسير نحن على ما وصل هو و لا نبدأ من جديد “. في الأول من شهر أوت سنة 1995 وفي مقر سكناه بحي الدرك الوطني بمدينة فرندة، تلقت الأسرة الكشفية ومحبو القائد العربي بن عنان نبأ انتقاله إلى الرفيق الأعلى إثر انفجار ارهابي بقرب من سكناه تاركا وراءه رصيدا نضاليا وتاريخا كشفيا مكتوبا بماء من ذهب، وعندما ترى دموع عبد القادر بوخاري عميد بالحركة الكشفية تسقط من عينيه على أب ووالد كما يلقبونه، تعرف حقا أن الكشافة ليست مجرد جمعية أو منظمة، إنها أسرة واحدة. رحم الله القائد الشهيد العربي بن عنان وأسكنه فسيح جناته.

 

منير عربية