أغلب العملاء من الجامعيين والماكثات بالبيت…… عالم التسويق الشبكي يستقطب الشباب زمن الأزمة

elmaouid

يسعى أغلب الشباب الجزائري سواء البطالين أو جامعيين أو حتى الموظفين لتحقيق الربح المادي من أجل تحسين أوضاعهم المادية، ما دفع بالكثير منهم إلى اللجوء إلى عالم التسويق الشبكي الذي تسلل إلى المجتمع الجزائري بسرعة كبيرة وعرف انتشارا رهيبا، رغم بعض التحذيرات التي تعتبره نوعا من النصب والاحتيال وأنه تهديد مباشر للاقتصاد الوطني، ناهيك عن رأي الدين في هذا النوع من التجارة.

 

هدايا وجوائز تحفيز للمنخرطين

تعتمد جلّ الشركات على نفس الطريقة في استقطاب المشتركين أو العملاء، وهي الإغراءات والحوافز التي تعتمد أساسا على نظام التنقيط، فكلّ مشترك أو موزع للشركة مهمته الأساسية تكمن في إقناع آخرين بالقيام بنفس العمل الذي يقوم به، إضافة إلى بيعه لمنتجات الشركة التي هي في معظمها شركات مستحضرات تجميل، فكلّما تم استقطاب أكبر عدد من المشتركين وشراء أكبر قدر من المنتجات، يتم المكافأة بنظام التنقيط الذي قد يتحول إلى مبالغ مالية أو كجوائز وهدايا أخرى تصل إلى رحلات خارج الوطن، وتساعد أيضا في الصعود في المراتب والمناصب وهنا المشترك الموجود أعلى الهرم يستفيد من كل نقاط المشتركين الذين استقطبهم والذين تم استقطابهم من طرف الآخرين، نفس القاعدة تنطبق على كل المشتركين.

 

كسب المال دون مجهود

يعتبر كسب المال الدافع الرئيسي لأغلبية المنخرطين ضمن شبكات التسويق الشبكي في الجزائر، الحلم وراء الثراء وتكوين ثروة بأقل جهد وفي أقصر مدة هذا ما تضمنه الشركات الأجنبية لهؤلاء، لكن في المقابل يجب عليهم السعي وراء استقطاب أكبر عدد من المشتركين الجدد وشراء أكبر قدر من المنتجات، هذا حال العديد من المنخرطين، تقول “ندى” منخرطة في إحدى شركات التجميل “كنت أفكر في الانضمام، لكن دراستي منعتني من دخول عالم التسويق ولكن بعد أن أقنعتني صديقة لي فقد سبق وأن اشتريت منها منتجات تلك الشركة، وقالت لي إنني أستطيع شراء المنتجات بتخفيض، ثم أعيد بيعها بالمبلغ الحقيقي، كما قالت لي إن هناك هدايا مقابل شراء منتجات تتعدى النقاط المحسوبة، حيث أن لكل منتج عدد من النقاط حسب نوعه وثمنه، وفي ذات الســـــياق قالت “ندى” إن الأمر مكسب ومدرّ للمال خاصة إن كان المشترك كثير الشراء لكــــــن بالمقابل يجب أن يكون لديه زبائن من أجل تسويقها، بالإضافة إلى المكافآت التي تقدّمها الشركة عن كلّ مشترك جديد والتخفيضات والتنزيلات التي تقوم بها، والتحفيزات بتقديم منتجات مجانية لكن بشرط أن تشتري طلبيات تفوق عدد النـــــقاط التي أقروها من أجل الحصول على الهدايا.

 

الطلبة والماكثات بالبيت… الأكثر انخراطا

الأمر لا يستدعي سجلا تجاريا أو شهادة، لأن التسويق الشبكي يمارس خارج الأطر القانونية المطلوبة من المشتركين فقط مبلغ من المال من أجل حقوق التسجيل في الانضمام إلى الشركة إضافة إلى مبلغ آخر لأجل أول طلبية، هذا ما استهوى الطلبة الجامعيين وربات البيوت والبطالين وهم الباحثون عن كسب المال، مقابل البحث عن دخل جديد للموظفين الذين استهواهم أيضا هذا المجال وحتى أصحاب المحلات. الداخل إلى مقر إحدى الشركات يلاحظ العدد الكبير للنساء من كل الأعمار مقابل الرجال الذين في معظمهم شباب، يقول “سفيان” وهو شاب متخرج من الجامعة وكانت معه الكثير من الطلبيات “بدأت في العمل منذ كنت في الجامعة وكوّنت شبكة كبيرة من المشتركين، الحمد لله لدي الكثير من الطلبيات كل شهر وأجني الكثير من المال، فقد تتعدى الأرباح سقف 10 ملايين أو أكثر، بالإضافة إلى المال الذي يعود علي عن شبكة المشتركين الذين كوّنتهم خاصة وأنّهم فعالون ويقومون بالكثير من الطلبيات”، وختم كلامه بقوله “إن زبائني من أصحاب محلات بيع مواد التجميل، إلا أنني في المدة الأخيرة فتحت محلا صغيرا بعد أن أصبح لي زبائن أوفياء خاصة من النساء”.

وفي المقابل يلجأ الكثير من الموظفين والموظفات إلى التسويق الشبكي من أجل جني مال إضافي لتحسين أوضاعهم وحياتهم المعيشية، فـ “هناء” لجأت إلى هذا العمل لجني المال خاصة وأنه يمكنها تسويق منتجاتها بسهولة في الشركة التي تعمل بها للعاملين والعاملات بها .

 

الأقارب والمعارف الأولون في قائمة الزبائن

من جهتها، قالت “أسماء” وهي ماكثة بالبيت إن زوجها رفض عملها خارج البيت، لكنه قبل بعملها مع إحدى الشركات لمواد التجميل، حيث لا تضطر إلى الخروج إلا لجلب الطلبية لأنها تقوم بطلب المواد للراغبة في اقتنائها عبر الأنترنت أين تعرف مسبقا ما هي المنتجات الموجودة وما هي المنتجات التي مسّتها التنزيلات وحتى الهدايا، وتضيف أسماء “زبائني من الجيران والأقارب والأصدقاء، في البداية كانوا يجدون الأسعار غالية لكن بتجربتهم للمنتجات ومعرفتهم لنوعيتها أصبحوا لا يترددون في الشراء وحتى الانضمام للعمل فهذا هو الهدف في الأخير، بالإضافة إلى البحث عن الاستقلالية المادية خاصة أن الأرباح كبيرة”، وأضافت أيضا أنها أصبحت معروفة في الحي خاصة عند الفتيات المقبلات على الزواج اللاتي يقتنين مختلف المنتجات من مواد تجميل، غسول للشعر، كريمات، وحتى هدايا لأزواجهن المستقبليين، ومن جهة أخرى قالت أسماء إن العديد من السيدات والشابات اللاتي تعدّين 30 سنة يلجأن إليها ليقتنين كريمات الكولاجين المقاومة للتجاعيد والمحافظة على شباب ونظارة البشرة.