إن اللهُ تعالى جعل إفشاءَ السلام من أسباب التحاب بين المؤمنين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ” رواه مسلم. فكل واحدٍ من المتلاقيَين يدعو للآخَر بالسلامة من الشرور، وبالرحمة الجالبة لكل خير، ومن فوائد إفشاء السلام: أن السلام من أسماء الله الحسنى، والجنة دار السلام، وهو تحية المؤمنين في الجنة، وتحية أهل الإسلام في الدنيا، وهو طريق المحبة والتعارف بين المسلمين، ومَن حافظ عليه حاز فضل الإتباع، وكلما زادت كلمات السلام؛ زادت حسناته. والسلام من حقوق الأُخوَّة الإيمانية؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ”. وذَكَر منها: “إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ” رواه مسلم. وهو من خير أعمال الإسلام، فقد سأل رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: “تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ” رواه البخاري ومسلم. ومن السُّنة إلقاء السلام، أمَّا ردُّه فهو واجب، ويتعيَّن الردُّ على المُسلَّم عليه، وإن لم يرد أثم؛ لقوله تعالى: ” وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ” النساء: 86.
وأفضلُ صفةٍ للسَّلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبها يكتمل الأجر، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “عَشْرُ حَسَنَاتٍ” وَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: “عِشْرُونَ حَسَنَةً” ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “ثَلاَثُونَ حَسَنَةً” رواه البخاري. ومن السنُّة: تعميم السلام، أي تُسلِّم على مَنْ عرفت ومَنْ لم تعرف؛ فقد سأل رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: “تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ” رواه البخاري ومسلم. ومن علامات الساعة: السلام على الخاصة، أي: لا يُسلِّم الرَّجُل إلاَّ على مَنْ لا يعرفه، وهو فِعل غير محمود، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ إِذَا كَانَتِ التَّحِيَّةُ عَلَى الْمَعْرِفَةِ” رواه أحمد. ومن السُّنة: أنْ يُسلِّم الراكب على الماشي؛ لكي يحمله السلام على التواضع. ويُسلِّم الماشي على القاعد؛ لأن حاله يُشبه الداخل على أهل المنزل. ويُسلِّم القليلُ على الكثير؛ وذلك لأن حق الكثير أعظم. ويُسلِّم الصغير على الكبير؛ لِحقِّ الكبير من التوقير والتكريم.
من موقع شبكة الألوكة الإسلامي