قال وزير الخارجية صبري بوقادوم، الخميس، إن الجزائر ستقوم بمبادرات حوار بين الأطراف الليبية، تتم من داخل الجزائر، بحسب ما جاء على موقع (سكاي نيوز) أمس الجمعة.
وأكد صبري بوقادوم، على هامش إرسال مساعدات إنسانية إلى ليبيا، إن الجزائر ترفض وجود قوة أجنبية في ليبيا، مشيرا إلى أن الجزائر ستقوم من الداخل بمبادرات حوار بين الأطراف الليبية من أجل إنهاء الأزمة دون أي تدخل عسكري.
وأشار ذات الموقع إلى أن الكثير من المتتبعين يرون، أن الجزائر وتونس سيكون لهما دور حاسم في حل الأزمة الليبية، لكن بعيدا عن التدخل التركي، الذي سيزيد من تعقيد الوضع، خاصة مع إرسال تركيا مقاتلين من سوريا ومرتزقة إلى ليبيا.
وتأتي تصريحات الوزير في وقت أرسلت الجزائر، على متن أربع طائرات، نحو 100 طن من المساعدات الإنسانية، إلى مناطق حدودية في ليبيا.
وفي هذا الصدد قال الوزير صبري بوقادوم، أنه “بتوجيهات من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وبالمشاركة المحمودة للجيش الوطني الشعبي، سيتم إرسال مساعدات إنسانية من مواد غذائية، طبية وأخرى تتجاوز أزيد من 100 طن عن طريق جسر جوي سيربط المطار العسكري ببوفاريك بمطار جانت”.
وأكد الوزير أن “أواصر الأخوة وعلاقة الجوار التي تربط الجزائر بشقيقتها ليبيا وبين الشعبين تفرض علينا انطلاقا من مبدأ الوفاء لتقاليد التضامن الأخوي الفعال واللامشروط تجاه الشعب الليبي الشقيق يفرض الوقوف إلى جانبه في هذا الظرف العصيب الذي يجتازه للتخفيف عليه قدر الإمكان وطأة الأزمة”.
وأوضح أن الهلال الأحمر الجزائري سيتكفل، بالتنسيق مع السلطات والهيئات الليبية المختصة، بإيصال هذه المساعدات إلى الشعب الليبي، مذكرا في هذا الصدد أن “المئات من الجزائريين يقيمون بليبيا، خاصة بالمنطقة الحدودية جانت”.
وذكر بوقادوم بالمناسبة أن “هذه الدفعة التي ليست هي الأولى من نوعها، ما هي إلا رمزا للمودة التي يكنها الشعب الجزائري لشقيقه الليبي، وهي أيضا تعبير عن التزام الدولة الجزائرية وتضامنها مع الشعب الليبي حتى يتجاوز هذه الأزمة التي ألمّت به وبنا”، مبرزا أهمية التوصل إلى “توافق بين كل مكونات الشعب الليبي، بعيدا عن أي تدخل أجنبي من أي كان”. وأشار الوزير إلى أن المساعدات الإنسانية التي ستصل إلي ليبيا هي “بداية لإرساء دور الجزائر الإنساني كمرحلة أولى ثم السياسي”، مؤكدا في هذا الإطار أن الجزائر “ستقوم في الأيام القليلة القادمة بالعديد من المبادرات في تجاه الحل السلمي للأزمة الليبية”، مضيفا أن الجزائر “لا تقبل بوجود أي قوة أجنبية مهما كانت”.
من جانبها، ثمّنت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، “مساهمة
الجيش الوطني الشعبي في هذه المبادرة الإنسانية استجابة للوضع الذي يعيشه
الليبيون”، مؤكدة على ضرورة استمرار الدعم الإنساني للجزائر. وكشفت بن حبيلس بالمناسبة أنه سيتم “قريبا” إبرام اتفاق شراكة بين الهلال الأحمر الجزائري والهلال الحمر الليبي من أجل “تقوية إطار التعاون وتعزيزه، سيما من أجل نقل الخبرات ما بين الهيئتين”. وفي ذات الشأن، اعتبرت بن حبيلس أنه “آن الأوان أن تصبح هذه الفضاءات الدولية الإنسانية قوة ضغط على أصحاب القرار حتى تفكر في تداعيات
قراراتها السياسية على الأوضاع الإنسانية”، مؤكدة أن التدخلات العسكرية لها “عواقب كارثية إنسانية”.










