شن والي ولاية العاصمة عبد القادر زوخ حملة علي محلات بيع الأعشاب الطبية المنتشرة في بلديات الجزائر مشككا في سلامة منتوجاتها التي قليلا ما تخضع للرقابة في مقابل اقبال الجزائريين عليها لمعقولية أسعارها مقارنة بالأدوية، وحرص الوالي على قطع الطريق أمام أي محاولة لمس صحة المواطنين خاصة بعد الضجة التي أثارها المكمل الغذائي “رحمة ربي” الممنوع تسويقه على مستوى الصيدليات.
ألقت التحذيرات التي أطلقها مجلس أخلاقيات مهنة الطب وتحفظ وزارة الصحة على منتوج “رحمة ربي” لصاحبه توفيق زعيبط ومنعه من التسويق على مستوى الصيدليات بظلاله على تجارة الأعشاب الطبية التي أضحت محل شبهة بالنظر إلى طريقة تركيب مواده، والتي كثيرا ما تفتقر إلى النظافة والمقاييس الدولية في صناعة الأدوية خاصة ما تعلق بالكمية التي يمكن تناولها لاسيما الأطفال وهذا بالرغم من فعالية مواده في الاستشفاء، غير أن طريقة حفظه تطرح أكثر من تساؤل وجعلت خبراء الصحة في العالم يحذرون من هذا الطب الذي يطلق عليه البديل وهذا مع مرور الوقت.
وسارع زوخ إلى توجيه تعليمة مستعجلة إلى مصالح الأمن لتشميع المحلات التي تفتح أبوابها للتجارة في إجراء صعق تجاره المقتنعين بجدوى هذه التجارة التي كانت ولا تزال تحقق نتائج جد إيجابية، كما أن كثيرا من المواطنين يفضلون هذا النوع من الطب لمعقولية أسعاره وكذا لنفورهم من المواد الكيماوية التي تشكل لهم أمراضا أخرى هم في غنى عنها، مفضلين المواد الطبيعية التي تخلو من أي مضاعفات.
وحسب مصادر مطلعة، فإن مصالح الأمن عمدت إلى تشميع كثير من المحلات في انتظار تعميم العملية على محلات أخرى في ضواحي العاصمة، خاصة مع الازدهار الذي تعرفه هذه التجارة التي أضحت تستعين بالأعلام وقنوات تخصص للترويج لهذا النوع من الطب.
وأضافت ذات المصادر أن السلطات المعنية تبنت هذا الإجراء ردا على الانتقادات التي وجهتها شريحة هامة من المواطنين الجزائريين الذين أعابوا على الحكومة الجزائرية التهاون في مراقبة المنتوجات الموجهة للجزائريين، خاصة الطبية منها وعدم التحقق من هوية صانعيها في سلوك ينم عن عدم المبالاة بصحتهم، ما جعل السلطات تسارع إلى قطع الطريق على هؤلاء بعدما فشلت في الفصل في مدى جودة المكمل الغذائي “رحمة ربي” الذي ما يزال يقسّم الآراء إلى شطرين بين مؤيد له ومعارض.