اعتبرت منظمة العفو الدولية “أمنستي” أن الحكومة الفرنسية ليست نصيرة لحرية التعبير كما تزعم، مشيرة إلى أن باريس ضاعفت حملتها المستمرة لتشويه سمعة وملاحقة المسلمين الفرنسيين.
وأضاف “ماركو بيروليني” الباحث في المنظمة لشؤون أوروبا، في مقال له،السبت، أن البرلمان الفرنسي يناقش حاليا قانونا جديدا يجرّم تداول صور المسؤولين عن إنفاذ القانون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الصعب التوفيق بين هذا التوجه ودفاع السلطات الفرنسية الشرس عن حق تصوير النبي محمد في رسوم كاريكاتورية.
وأضاف بيروليني أن مقتل المدرس الفرنسي صامويل باتي، الذي عرض رسوما كاريكاتورية للنبي محمد في فصل دراسي حول حرية التعبير، أثار صدمة في جميع أنحاء فرنسا. كما فرض نقاشات صعبة حول حرية التعبير ومن يحق له ممارستها.
وردَّ الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته على جريمة القتل بإعلان دعمهم لحرية التعبير، ولكنهم ضاعفوا كذلك من حملتهم المستمرة لتشويه سمعة المسلمين الفرنسيين، وشنوا هجومهم الخاص على حرية التعبير. ففي الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، أجرت الشرطة الفرنسية مقابلات تحقيقية مع أربعة أطفال في العاشرة من العمر لساعات للاشتباه في “تبريرهم للإرهاب”، بعد أن شككوا، على ما يبدو، في اختيار المدرس باتي عرض الرسوم الكاريكاتورية.
ورأى أن أولئك الذين لا يوافقون على نشر الرسوم الكاريكاتورية لهم الحق في التعبير عن مخاوفهم، وأنَّ مُعارضة الرسوم الكاريكاتورية لا تجعل المرء “انفصاليا”، أو متعصبا، أو “إسلاميا”.
وشدد على أنه في حين يتم الدفاع بقوة عن الحق في التعبير عن الرأي أو الآراء التي قد يُنظر إليها على أنها مُسيئة للمعتقدات الدينية، فإن حريات المسلمين في التعبير والمعتقد عادة ما تحظى باهتمام ضئيل في فرنسا تحت ستار “شمولية مبادئ الجمهورية”.
وباسم العلمانية، لا يمكن للمسلمين في فرنسا ارتداء الرموز الدينية أو اللباس الديني في المدارس أو في وظائف القطاع العام.
ولفت إلى أن سجل فرنسا في حرية التعبير في مجالات أخرى قاتم بالقدر نفسه. ففي كل عام يُدان آلاف الأشخاص بتُهمة “ازدراء الموظفين العموميين”، وهي جريمة جنائية مُعرَّفة بشكل غامض، وطبقتها سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية بأعداد هائلة لإسكات المعارضة السلمية.
وتابع: ” ففي جوان من هذا العام، وجدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن إدانة 11 ناشطا في فرنسا بسبب قيامهم بحملة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية تنتهك حقهم في حرية التعبير.
