أنا صديقتكم فيروز من قسنطينة، موظفة في مؤسسة عمومية هامة وأشغل منصبا مهما مكنني من الظفر بمرتب لا بأس به والحمد لله، ولم يكن ينقصني في حياتي سوى إكمال نصف ديني وتكوين أسرة، وسعدت كثيرا عندما أخبرني زميل لي في العمل عن رغبته في الارتباط بي، فقلت له دون تردد إنني قبلت طلبه مادام يريد الحلال وطلبت منه إمهالي بعض الوقت لإخبار عائلتي.
لكنني صُدمت برفض أهلي خاصة والدتي لعرض الزواج بحجة أنها تريد بقائي معها لمساعدتها في مصاريف البيت خاصة مع غلاء المعيشة، ظنا منها أن زميلي يريد الزواج بي طمعا في مالي خاصة وأنني أشغل منصبا أفضل منه.
حاولت إقناع والدتي بالعدول عن قرارها، لكن دون جدوى وهي مصرة على طلبها وهددتني بعدم حضور زفافي إن وقفت ضدها وضد كل العائلة الذين يرفضون زواجي.
وفي الحقيقة والدتي تريد بقائي معها لأبقى أصرف على أخي المنحرف الذي يطالبني بالمال هو الآخر في كل مرة.
فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمشكلتي، فأنا لا أريد أن أفوت هذه الفرصة الذهبية التي أتتني من زميل لي وهو يتمتع بأخلاق عالية وإنسان صالح وملتزم وفيه كل المواصفات التي أردتها في فارس أحلامي.
الحائرة: فيروز من قسنطينة
الرد: ليس من حق أهلك خاصة والدتك رفض زواجك من زميلك لتبقي معها وتساعديها في مصاريف البيت، فهذا الأمر يمكنك القيام به حتى وأنت متزوجة.
وكان من المفروض أن تسألك عن الراغب في الزواج منك وترحب به إن كان صالحا ولا ترفض الطلب بمجرد إخبارها بأن زميلك في العمل يريد الزواج بك.
ويبدو أن أمك أنانية لأنها فكرت فيمن يمنحها المال لتصرف على شقيقك المنحرف كما ذكرتِ لنا، وهذا لا يجوز شرعا، كونك تساهمين في استمرار شقيقك في انحرافه خاصة وأنك تعلمين أن المال الذي تمنحينه إياه يذهب في المحرمات.
ولذا، فأنت مطالبة بالتحدث بصراحة مع أمك وكل أفراد عائلتك خاصة الذين يرفضون زواجك في الموضوع واقنعيهم بزواجك من زميلك في العمل، خاصة وأنه على خلق ودين، وبأنك ستبقين تساعدينهم في مصاريف البيت حتى بعد زواجك، وإن لم تصلي إلى إقناعهم بنفسك، استنجدي بأحد أقاربك من تثق فيه والدتك وكل عائلتك ويسمعون كلامه، وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا عن قريب إن شاء الله.