في إطار تعزيز الدبلوماسية البرلمانية بين الجزائر ومملكة الدنمارك، استقبل السيد محمد رضا أوسهلة، نائب رئيس مجلس الأمة، بتكليف من السيد صالح قوجيل، رئيس المجلس، الأربعاء، وفدا برلمانيا من لجنة الشؤون الأوروبية ببرلمان الدنمارك، ترأسته السيدة بريجيت كلينتسكوف جركل، وذلك بحضور السيد محمد عمرون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الوطنية بالخارج.
وقد شكل اللقاء، فرصة ثمينة لاستعراض واقع العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث سبل ترقيتها، لا سيما في الجانب البرلماني، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين ويكرس أواصر التعاون والتفاهم المشترك. وفي كلمته، أكد السيد أوسهلة على أهمية العلاقات الجزائرية–الدانماركية، مشيرا إلى ما تزخر به الجزائر من فرص استثمارية واعدة ومناخ اقتصادي مستقر، مدعوم بضمانات وتشريعات مشجعة لكل الفاعلين الاقتصاديين الأجانب. وأكد أن الجزائر تولي أهمية قصوى لسيادتها واستقلالية قراراتها، معتبرا ذلك مبدأ ثابتا لا يقبل المساومة، وهو مرتكز رئيسي في تقييمها لعلاقاتها الإقليمية والدولية. كما شدد نائب رئيس مجلس الأمة، على أن المسار التنموي الذي تنتهجه الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يهدف إلى بلوغ استقلال اقتصادي حقيقي ومتنوع، يخرِج البلاد من التبعية للمحروقات، ويعزز شراكاتها الخارجية في مجالات استراتيجية كالموارد المتجددة. وفي جانب متصل، جدد أوسهلة رفض الجزائر القاطع لأي شكل من أشكال التدخل في شؤونها الداخلية، مستنكرا الحملات المغرضة التي تستهدف مؤسسات الدولة وشعبها، ومؤكدا أن صوت الجزائر سيظل حرا وداعما للقضايا العادلة في العالم. من جهته، قدم السيد محمد عمرون عرضا مفصلا حول الجهود الجزائرية في مواجهة التغيرات المناخية، عبر تنفيذ المخطط الوطني للمناخ والالتزام بالاتفاقيات الدولية، داعيا إلى ضرورة مراعاة مبدأ العدالة والإنصاف بين الدول في تحمل أعباء التغير المناخي. من جانبها، أعربت رئيسة الوفد البرلماني الدنماركي عن تقديرها الكبير للجزائر حكومة وشعبا، مثمنة مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد، والتي قالت إنها جعلت من الجزائر شريكا استراتيجيا واعدا في المنطقة. كما أكدت حرص بلادها على تعزيز التعاون الاقتصادي مع الجزائر في مجالات متعددة، أبرزها الطاقات النظيفة، والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها السوق الجزائرية. الجانبان تبادلا وجهات النظر بشأن القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الوضع في غزة، حيث ندد أوسهلة بالخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، داعيا إلى تفعيل العقوبات الدولية وتطبيق حل الدولتين، مع التأكيد على دعم الجزائر الثابت لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما أثار أوسهلة، ملف الصحراء الغربية، مستعرضا معاناة الشعب الصحراوي تحت الاحتلال المغربي، والانتهاكات المستمرة لحقوقه واستغلال ثرواته، داعيا الوفد الدنماركي إلى تفعيل عضوية بلادهم الجديدة في مجلس الأمن للفترة 2025–2026، للدفع نحو تمكين الشعبين الفلسطيني والصحراوي من نيل حقوقهما المشروعة في الاستقلال وتقرير المصير. وفي ختام اللقاء، اتفق الطرفان على تعزيز التعاون البرلماني وتفعيل مجموعات الصداقة وآليات الدبلوماسية البرلمانية، بهدف تبادل التجارب والتشاور المنتظم بما يعزز العلاقات الثنائية ويخدم قضايا السلم والتنمية في العالم.
محمد بوسلامة