أولى قطرات المطر الخريفية تحدث الرعب.. الموت يهدد مجددا سكان القرية الفلاحية بزرالدة

أولى قطرات المطر الخريفية تحدث الرعب.. الموت يهدد مجددا سكان القرية الفلاحية بزرالدة

عاد خطر الموت ليتربص مجددا بسكان القرية الفلاحية بزرالدة الذين يعيشون في منحدر وادي منيف الذي أضحى مصبا للمياه القذرة في السنوات الأخيرة، بعدما عرفت المنطقة تساقطا كثيرا لأمطار الخريف كما تعودت عليه العاصمة كل موسم تقريبا. ضف إليها حرمانهم من مختلف ضروريات العيش الكريم رغم محاولات مصالح البلدية تخفيف وطأة المعاناة عليهم من خلال إجراءات متتالية بقيت حبيسة الأدراج ولم تجسد على أرض الواقع، إذ لم تكن إلا محاولات لامتصاص غضب السكان الذين عادوا في الأيام الأخيرة إلى احتجاجاتهم بعدما فقدوا الأمل في تحسين إطارهم المعيشي الذي تحمّلوه لأكثر من عشرين سنة، وتأكدوا أن تطمينات السلطات المحلية طوال الفترة الماضية لم تكن سوى وعود للاستهلاك الظرفي لا غير .

ضاق سكان القرية الفلاحية ذرعا من الظروف اللاإنسانية التي يضطرون إلى معايشتها، فهم يأوون إلى سكنات فوضوية منذ سنوات طويلة دامت لأكثر من ربع قرن، ورغم أن السلطات المحلية قامت ببعض الإجراءات التطمينية لتنسيهم عملية الترحيل التي ينتظرونها منذ سنوات، إلا أن الأمر لم يتغيرعليهم، فالحي يقع في منطقة خطرة حيث اتخذت هذه العائلات من منحدر وادي منيف ملاذا لها للهروب من قساوة العشرية السوداء وبشاعة الإرهاب سنوات التسعينيات وفضلت العيش فيه بدل الموت.

وحسب السكان، فإنهم ملوا من ترددات مصالح البلدية عليهم دون تمكينهم من عمليات الترحيل، موضحين أن ذات المصالح أحصت المتضررين لأجل ترحيلهم إلى شقق لائقة، إلا أن هذه الوعود بقيت مجرد حبر على ورق فقط، الأمر الذي أغضبهم وأخرجهم إلى الشارع للاحتجاج أمام مقر المقاطعة الإدارية لزرالدة، مشيرين إلى أن كثيرا من المشاكل تعترض أي محاولة منهم لممارسة حياة طبيعية، فهم محرومون من الماء والكهرباء وغاز المدينة ويواجهون خطر الموت بعيشهم بالقرب من وادي المياه القذرة الذي تصب فيه كل النفايات المنزلية وحتى الصناعية، والذي يحيط بتلك المنازل الفوضوية حارما إياهم من فتح نوافذهم في مختلف الفترات بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث منه وكذا القوارض التي تعيش بداخله، ناهيك عن الجرذان والثعابين التي باتت منتشرة بشكل لافت بالمكان لتحول حياة هؤلاء إلى جحيم وكابوس حقيقي خاصة مع تهاطل الأمطار، بحيث يهددهم بالفيضان أو تهاوي الأتربة عند تشبعها بالمياه، داعين إلى ضرورة تخليصهم من هذا الوضع عاجلا وليس آجلا .

يذكر أن بلدية زرالدة خصصت أزيد من 25 مليار سنتيم من أجل تهيئة حي القرية الفلاحية الذي يعتبر من أكبر الأحياء، حيث سيتم تخصيص 12 مليون سنتيم لتنقية البالوعات والمجاري المائية وإعادة الاعتبار لشبكة الصرف الصحي بالحي.

إسراء. أ