بدأ العد التنازلي لامتحان شهادة البكالوريا، الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام قلائل…الامتحان الهاجس… الذي يؤرق الطلبة… ويضعهم في موقف لا يحسدون عليه، ففي 11 جوان المقبل يكون الطلبة قد وضعوا أولى خطواتهم نحو امتحان بوابة المستقبل.
“الموعد اليومي” وبغية التعرف على حالة الطلبة، ارتأت إلا أن تنزل إلى الشارع وتلتقي بعضا من طلبة القسم النهائي، المنحدرين من مختلف الشعب، بهدف الكشف عن أحوالهم قبيل حوالي أسبوعين عن الموعد الحاسم.
قلق…خوف… وأمل موجود
أعرب الطلبة الذين التقتهم “الموعد اليومي” عن قلقهم إزاء امتحانات الـ 11 جوان المقبل، وتخوفهم من الأسئلة التي ستطرح عليهم…في اليوم الذي سيكرم فيه الطالب أو يهان… بارتباك نفسي ووجوه مصفرة، وخوف ليس له حدود، وتعب ذهني… هي قواسم لسمات اشترك فيها من تحدثنا إليهم… ليكسرها الأمل والرغبة القوية في تحقيق حلم نيل شهادة البكالوريا وكسب تأشيرة الدخول إلى الجامعة من بابها الواسع عسى يأتي ذلك اليوم الذي يتخرجون منها من بابها الأوسع…
“نسرين” واحدة من بين الطالبات التي امتزج على وجهها الخوف والأمل… فظهرت لنا مضطربة…لكن ما جعلها شبه متأكدة من نيلها للشهادة تمسكها بالله الذي لا يضيع عمل طالب اجتهد طيلة السنة، التقيناها بثانوية “ديار البركة” بالعاصمة، وحدثتنا عن تحضيراتها الخاصة لاجتياز امتحان البكالوريا التي قالت عنها إنها لم تتوقف يوما منذ بداية السنة .
من جهته، ظهر “ناصر” متأكدا من نفسه على نيل الشهادة، فكما جاء على لسانه أنه ورغم أهمية الاختبار في تحديده لمصير الطلبة خاصة الذين يترقبون نتائجه على أحر من الجمر، إلا أنه يبقى دائما امتحانا عاديا مثله مثل الامتحانات الأخرى، والواحد مهما تخوف منه لن يأخذ إلا نصيبه.
الأولياء… والتخوف من هاجس الانتحار
لعل أهم ميزة تنفرد بها فترة التحضير لامتحانات شهادة البكالوريا، تقاسم الأولياء مع أبنائهم الممتحنين لمشاعر الخوف والقلق وحتى الضغط… إن لم نقل أكثر من أبنائهم الممتحنين، فبدل أن يخففوا عنهم، تراهم يزيدون من حدة التوتر عليهم، ضاربين الأمثلة بمن سبقوهم من أبناء الجيران في دخول الجامعة، وفرض أنفسهم في الحي، وذلك من شدة حبهم لهم وخوفهم على مستقبلهم الذي لن ينار حسبهم إلا بنور العلم.
في حين أن هناك أولياء لا تهمهم النتائج بقدر اهتمامهم بصحة أبنائهم، ذلك أن البكالوريا إن لم تأت هذه السنة، فيمكن أن تأتي السنة المقبلة، بينما الصحة إن ذهبت فلن تعود أبدا، والممتحن من الأبناء ما عليه إلا أن يقوم بواجبه حتى لا يندم “واللي يجيبو ربي يكون”، ذلك أن حادثة “البوعزيزي” تحولت إلى موضة شائعة في أوساط الشباب، خاصة لدى المقبلين على اجتياز الامتحانات المصيرية، ما دفع الأولياء إلى دق ناقوس الخطر وإعلان حالة الطوارئ في المنازل، فبعد حالات الانتحار في أوساط التلاميذ التي سجلتها مختلف الثانويات وحتى الابتدائيات خلال السنة الماضية، أصبح لزاما على الأولياء إعادة النظر في طريقة تعاملهم مع الممتحنين، خوفا من تكرار سيناريو “الانتحار” الذي يهدد المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية بسبب الضغط والقلق الذي يمرون به.
“الطالب لاتي بهمو…والمشعوذ بلي يهمو“
ولحفظ ماء الوجه أمام الجيران، ونيل شهادة البكالوريا، يلجأ العديد من الطلبة إلى القيام بكل ما هو مباح أو غير مستباح للحصول على الشهادة وولوج عالم الجامعة، فالغاية حسبهم تبرر الوسيلة وكل الطرق مستباحة، المهم تحقيق حلمهم المتمثل في وضع أرجلهم على تراب الجامعة والنجاة من مقصلة “التبهديل في الحومة” أمام الأصدقاء والجيران، فبدل أن يعمل على تكثيف ساعات المراجعة المؤدية إلى النجاح، والتضرع إلى الله بالصلاة والرقية الشرعية السليمة، لأنه في اعتقاد بعض الأولياء أن عرض أولادهم على المشايخ للرقية الشرعية، يساعد الأولاد المقبلين على الامتحانات على التركيز أكثر وإبعاد الوساوس عن طريق سماع أو تلاوة آيات من القرآن الكريم التي من شأنها التخفيف من توترهم.
ق. م