أيها المارون بين سطوري، ليس بيدي أن تنتحب حروفي، سيدة روحي العتمة تلبسني والليل موحش بجسارة عزفه.. طيفها الشهي يتسلل بين الساعات بملامح الفرح حينا ومتاعب العمر أحيانا.. فأجزع من مكاني أنشد ريحا كانت سر وجودي وبسمة ثغري ومهجة خاطري أيام وحشتي.. فلا أجد غير الصمت يطبق على المكان.. وقد غادر الأهل والخلان ولم يبق غير أغراض تفوح بعطر الغائبين.. المطبخ حزين بأطباقه وملاعقه وكل التوابل المعدة بأنامل أغلى الراحلين.. ورواق طويل يضيق بخطى السائرين ويوزع حزنه على جدران صماء.. فأكتم صرخة الفجيعة بما تيسر من كتاب الرحمن.. وأداوي بحة حنجرتي بعلقم الصبر حتى لا يشهد ضعفي من يدمي روحي دمعهم المرهون على بوابة يتمي…
بقلم ياسمين قمري – بسكرة-