اجتماعيون: “العنوسة والتفتح الحاصل جعلا كل الطرق مباحة “
لا شك في أن الزواج وتكوين أسرة هو حلم كل فتاة في هذه الحياة خاصة حينما تجد نفسها تدق باب العنوسة، حيث تستغني عن الأفكار العاطفية في ضرورة أن تحب شريك حياتها قبل الزواج به وتصبح تفكر فقط في كيفية الحصول على زوج والابتعاد عن الشبح الذي يخيف الكثيرات في ظل الانتشار الكبير لظاهرة العنوسة والانخفاض المستمر لمعدلات الزواج في الجزائر نتيجة أسباب عديدة فرضتها الظروف الاجتماعية أهمها البطالة ومشكل السكن، ما جعل الشباب يعزفون عن الزواج.
البحث عن شريك العمر في العالم الافتراضي
يعد الفايسبوك من أكثر المواقع الاجتماعية شهرة في العالم خاصة في البلدان العربية، حيث يفضل أغلب شعوبها الاتصال ببعضهم البعض عن طريق الفايسبوك كالجزائريين الذين صار الفايسبوك بالنسبة إليهم بطاقة تعريفية افتراضية، في حين اتخذه البعض الآخر طريقة للتسلية والمزاح، بينما رأت أخريات أنه وسيلة ناجحة من أجل الحصول على زوج بالرغم استحالة معرفة من يتحدث في الفايسبوك إلا في حالة ما إذا كان الاتصال بالكاميرا، وهي التقنية الجديدة التي أضيفت لهذا الموقع مؤخرا، حيث صارت الفتيات تبحثن عن شريك حياتهن عبر تصفح الصفحات الخاصة بالشباب فترسل طلب إضافة إلى قائمة الأصدقاء لمن تراه مناسبا لها ومن هنا تبدأ الحكاية عن طريق التحدث مع ذلك الشباب عبر الشات
وبعدها تبادل أرقام الهواتف لتنتهي القصة باللقاء الذي يحدد مصير أبطال هذه القصة، فإما النجاح في إقناع الشاب بالزواج أو الانفصال غير أنه ليس كل الفتيات تعشن هذه القصة، حيث تقع العديد منهم في شباك الشباب العابث خاصة إذا علم هؤلاء أن مقصد الفتاة هو الزواج، حيث يجعلها تعيش في ذلك الحلم ثم يتركها بعد أن يوهمها بحبه ويأخذ منها ما يريد، لذا صارت العديد من الفتيات لا تضعن ثقة كبيرة في شباب الفايسبوك، غير أن العديد من قصص التعرف نجحت بالزواج وصار الفايسبوك وسيلة حتى للشباب الباحث عن فتاة أحلامه لكن في حالة الجدية في هذا الموضوع.
فتيات تتهافتن على مواقع الزواج
نجحت مواقع الزواج بشكل كبير في جذب عدد معتبر من الفتيات والشباب الذين يبحثون عن تكوين أسرة والاستقرار مع شريك العمر، حيث تعتبر هذه المواقع أكثر ما تفضله الفتيات اللواتي يتهافتن على التسجيل بها للبحث عن زوج مناسب ينقذهن من العنوسة، حيث تلقى هذه المواقع اقبالا كبيرا لعدد معتبر من الفتيات الجزائريات، خاصة وأنه يشارك فيها جميع الشباب من مختلف الجنسيات والبلدان العربية أو المقيمين بالدول الغربية فيكون الاختيار هنا متعددا بالنسبة للفتيات حسب ذوق ورغبة كل فتاة، وكثيرا ما تنجح هذه الطريقة حسب تصريحات بعض المشتركات في هذه المواقع اللواتي أكدن نجاح العلاقات التي تتكون بين الفتاة والشاب والتي تنتهي بالزواج، وقالت أخريات إن هذه المواقع أفضل طريقة للحصول على زوج بدل الانتظار الممل والذي لا يأتي بأية نتيجة، لذا فضلت أغلب الفتيات البحث عن أزواجهن المستقبليين عبر هذه المواقع.
مختصون اجتماعيون يرجعون السبب لظاهرة العنوسة
قال العديد من المختصين الاجتماعيين الذين حاورتهم “الموعد اليومي” إن سبب اقبال الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع الزواج من أجل الظفر بزوج يرجع لخوفهن من ظاهرة العنوسة، مما جعل هذه الطريقة مباحة وعادية وأعطى الشجاعة للكثيرات من أجل المبادرة في البحث عن شريك العمر وإجراء الخطوة الأولى خاصة وأن أغلب الفتيات لم يجدن منفعة من الانتظار دون القيام بأمر ما، إضافة إلى تأكدهن من نجاح هذه الطريقة خاصة بعدما تسمعن بقصص زواج أنترنت نجحت في الواقع، زيادة على نظرة المجتمع الجزائري للفتيات اللواتي يكاد قطار الزواج أن يفوتهن والضغط الكبير الذي تمارسه العديد من العائلات على بناتهن، مما يجعلها تبحث عن أية طريقة للظفر بزوج بأسرع وقت ممكن مهما كانت الوسيلة المستعملة حتى وإن تعلق الأمر بعالم افتراضي.
ق. م