أنا سيدة متزوجة وأم لأربعة أولاد، كانت حياتي الزوجية في السنوات السابقة على أحسن ما يرام، عشتها في سعادة وهناء، وقد وفقت إلى أبعد الحدود في تربية أولادي وحرصي على دراستهم وتفوقهم فيها، لكن خلال الموسم الدراسي الحالي (2026/2025) لمست أن سلوكات ابني الذي يدرس في السنة الأولى ثانوي قد تغيرت، وكلما كلمته في الموضوع وطلبت منه تغيير سلوكاته والابتعاد عن رفقاء السوء يستخدم أسلوب التهديد معي ويحاول إظهار قوته ليفرض رأيه ويفعل ما يريد.
إبني يعاملني بهذه الطريقة لأنه يعرف قوة ضعفي تجاهه، أنا أخاف عليه من أن يرتكب شيئا غير محمود في حق نفسه، وقد أخفيت الأمر عن والده، فأنا لا أريد أن أخبر زوجي بتصرفات ابني السلبية خوفا من أن يفعل فيه مكروها كونه (زوجي) عصبيا ويتصرف بطريقة غير لائقة خاصة في مثل هذه الأمور.
أدرك تماما أن ابني يمر بمرحلة عمرية صعبة في حياة الإنسان
(مرحلة المراهقة)، حيث يعتقد أنه أصبح رجلا ويريد فرض رأيه وسيطرته، وفي أحيان كثيرة ينسى أنني أمه.
لقد وصلت إلى مرحلة صعبة مع ابني، خاصة وأنه في كل مرة يهددني بالهروب من البيت إن استمريت في الضغط عليه ومطالبته بالتخلي عن رفقائه السلبيين.
وهنا وجدتني حائرة سيدتي الفاضلة في كيفية التصرف مع ابني وخائفة عليه من أن ينفّذ تهديده بالهروب من البيت.
لذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في إيجاد حل لإبني لإعادته إلى رشده قبل فوات الأوان.
الحائرة: أم صهيب من بومرداس
الرد: لست وحدك سيدتي أم صهيب من تعاني مع ابنها المراهق، بل هناك الكثير من الأمهات يشتكين من مثل هذه السلوكات والتصرفات التي ينتهجها أبناؤهم خاصة إذا أخفت الأم ذلك الأمر عن زوجها خوفا من تصرف لا يحمد عقباه يصدر منه، رغم أن الأمر ضروري لإنقاذ أبنائنا من طريق غير لائق وأيضا كون تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الأبوين.
وخوفك الزائد على ابنك هو الذي دفعه إلى التمادي معك في تصرفاته السلبية.
ولذا فأنت مطالبة سيدتي الفاضلة في إعادة النظر في تعاملك مع ابنك واختاري الوقت المناسب الذي يكون فيه (ابنك) في حالة مزاجية جيدة وناقشيه في أسلوب تعامله معك الذي لا يليق، وعليه ألا يستخدم التهديد كأسلوب في كل مرة يشعر فيها بالغضب، فأنت أمه وعليه احترامك وتنفيذ أوامرك وليس العكس، وإن تطلب الأمر إيصال ما يقوم به إلى والده، فافعلي ذلك، وهذا بإمكانه أن يعيد ابنك إلى رشده ويستقيم في سلوكاته ويغير من طريقة معاملته لك.
واعلمي سيدتي أن تسامحك معه في كل مرة وإخفاء الأمر عن والده هو الذي دفعه للاستمرار في تلك التصرفات غير اللائقة، لأن التسامح في كل الأمور مع أبنائنا يدفعهم إلى التقليل من احترامنا والسير في الطريق الذي يريدونه رغم أنه في غير صالحهم.
نتمنى أن تتحسن ظروفك مع ابنك في أقرب الآجال، وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا… بالتوفيق.