أجمع المشاركون في أشغال الندوة الفكرية التي نظمت، الأربعاء، بالمجلس الإسلامي الأعلى، حول “قضية فلسطين في فكر علماء الجزائر، الشيخان البشير الابراهيمي وشريفي سعد كنموذج”، إلى تأصل وتجذر القضية الفلسطينية في فكر ونفوس الجزائريين، منذ انطلاق شرارتها الأولى وصدور وعد بلفور المشؤوم القاضي بالتقسيم، حيث دافعت عنها جمعية العلماء المسلمين وأصدرت بيانات تؤيدها، فكانت دائما في فكر هؤلاء العلماء الذين تنبؤا لكل ما يحصل في الفترة الحالية من مجازر مروعة في حق الفلسطينيين، وأن إدراج القضية تحت غطاء صراع، لا يخص العرب فقط لوحدهم وإنما يقتضي التعبئة العامة، مرجعين أسباب تعقدها في التخاذل والتواطؤ مع العدو، ما يستدعي وضع استراتيجية لمواجهته لكونه لن يكتفي بفلسطين فقط وإنما ستمتد أطماعه لدول أخرى.
مبروك زيد الخير: العالمان نددا بالظلم الحاصل في فلسطينيين منذ وعد بلفور

وأوضح مبروك زيد الخير، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، في تدخله، أنه نحن في عهد التآمر المشؤوم، وبالمقابل فقد ندد الشيخان البشير الإبراهيمي وشريفي سعد، بما وقع من ظلم للفلسطينيين منذ وعد بلفور، الذي غرس هذا الكيان بالمنطقة وفلسطين ليست لعرب فلسطين لوحدهم فقط وانما للعرب كلهم، وبالمقابل الأمة بحاحة أن تستمر والسير باعتبارنا في زمان صار الناس يتخبطون في ظلمة عاتية وفراغ مهول. وأضاف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أن للشيخين دور كبير في نشر الأفكار ونأي الأجيال من الأفكار المزعومة بتخليص البشر من عواصف الإغواء، حيث نهجا الإصلاح لرفع الهمم، وتاريخ بلادنا حافل بالعلماء، وهذين بمثابة نموذجين وبقي تأثيرهم لا ينقطع، وبالتالي نجد أن مشاعر الجزائريين مربوطة بالقضية الفلسطينية، منذ تعرضها للاحتلال، وهي في أعماق الأعماق. معربا في الأخير، عن أمله في أن تعود المياه إلى مجاريها، وسيكون النصر حليف الفلسطينيين.
مصطفى باجو: القضية الفلسطينية تعد مركز اهتمامات الشيخان اللذان لم يفرطا فيها

فيما أفاد الدكتور وعضو المجلس الإسلامي الأعلى، مصطفى باجو، أن للمسلمين عقيدة ووحدة في المسار والازدهار للرقي بالأمم، والاستعمار الفرنسي سابقا في ظل هيمنته كان يدرك ذلك، وفي خضم التحديات ولدت جمعية العلماء المسلمين، كدليل على أن الشعب لن يركع ويلين، فكانت دليل واضح ونموذجا في الدفاع عن الحق، والبشير الإبراهيمي، جسد الجزائر في شخصيته، وفضل الظل على الاضواء والدفاع عن حرمة الاسلام، حيث كانت القضية الفلسطينية دائما حاضرة ومركز اهتمامات الشيخان اللذان أدركا بأنه لا يجب التفريط فيها. كما ذكر باحو، بأن البشير الإبراهيمي دعا إلى النفير العام للدفاع عن فلسطين ففي سنة 1948، حيث كانت جريدة العلماء المسلمين، تصدر مقالات عن فلسطين للتوضيح ما يحدث هناك من اعتداءات وظلم، والصهاينة يتسلحون بالتوراة الذي غايته جمع طائفة قدر لها العيش دون وطن، في حين فلسطين ليست لعرب فلسطين لوحدهم فقط، وإنما للعرب كلهم.
ممثل سفارة فلسطين بالجزائر: القضية الفلسطينية تعد مركزية للجزائريين

وأوضح ممثل سفارة فلسطين بالجزائر، لوجود حملة استهداف مقدسات فلسطين، في حين يقف الشقيق والصديق عاجزا عن التدخل، والشعب لا زال يعاني الجوع والمرض والحصار، والملاحظ في مختلف التدخلات بالندوة، أنه رغم أن الجزائر كانت تخضع للاستعمار، إلا أن القضية الفلسطينية تجري مجرى الدم، فلم تغب عنه وما زالت إلى حد اللحظة تعني له الكثير وقضيته المركزية. مشيرا إلا أنه هناك من وصلوا إلى التشكيك في قدسية المسجد الأقصى، ليبرؤا ذمتهم من دعم القضية، وأمام ما يحدث من مجازر نجد أن كل المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف واهية، لعجزها عن حماية دول العالم الثالث، في زمان الخذلان.
بشير مصطفي: الصهاينة لديهم استراتيجية وخطة عمل يجسدونها ميدانيا

وأفاد رئيس المؤسسة الجزائرية لصناعة الغد، بشير مصطفي، أن قضية فلسطين المركزية تحتاج لرؤية مستقبلية من خلال الخروج من أسلوب القديم في إدارة الصراع، والتوجه للمقاومة ما يستدعي معرفة تفكير العدو، الذي لديه استراتيجية وخطة عمل تمتد لـ100سنة، المبنية على معتقدهم المحرف من التوراة ودراسة نفسية العرب، ما يفرض تطوير أسلوب الكفاح وتحقيق التنمية خاصة في مجال التوطين التكنولوجي. وشدد بشير مصطفي، على ضرورة توحيد الموقف الداخلي الفلسطيني، وتطوير أسلوب المقاومة، باستكشاف نقاط ضعف العدو، خاصة بما له من تاريخ قاتم.
نادية حدار