يُعرّف المختصون “الإساءة إلى الشريك”، بأنها نمط من السلوك المسيء يُستخدم للحصول على السلطة والسيطرة على الشريك، والإساءة هي أفعال جسدية أو عاطفية أو اقتصادية أو نفسية أو تهديدات بأفعال تؤثر في شخص آخر.
ونظراً لطبيعة المرأة، وما تفرضه عليها العادات والتقاليد التي تحث المرأة دائماً على تقبل الأمر وتجاوزه حتى تستمر الحياة من أجل مصلحة الأسرة، بغضّ النظر عن مصلحتها الشخصية، وما قد تتعرض له من أذى نفسي وجسدي، فيُفرض عليها أن تسامح وتغفر وتتجاوز، وأن تتعايش مع زوجها العنيف، وتفضله على نفسها، وتُفضل غضبه وعنفه على عقوبته وردعه. وفق هذا السياق لا بُدَّ للمرأة أن تعرف متى تتجاوز وتغفر وإلى أي حد تقبل إساءة معاملة الزوج لها والعنف الممارس عليها، ومتى ترفضه وتسعى للابتعاد.
إلى أي مدى يمكن أن يسيء الزوج لزوجته؟
هناك العديد من أشكال الإساءة للزوجة سواء المعنوية أو الجسدية أو المالية أو الاقتصادية؛ فزوجك من خلال أفعاله وتصرفاته وحركاته من الممكن أن يسبب لكِ إحراجاً كبيراً وإهانة لا تُقبل، فمن الممكن أن يعمل على:
– يتعمد إحراجك أو السخرية منك أمام الأصدقاء والعائلة والأقارب.
– التقليل من شأن إنجازاتك واحتقارها.
– يسلب منك مقدرتك على اتخاذ القرارات.
– الشتائم أو المعايرة أو الإساءة اللفظية الأخرى.
– الإضرار بعلاقتك بالأطفال.
– عدم السماح لك برؤية الصديقات والعائلة، فيحاول عزلك عن مجتمعك.
– يناديك بأسماء ترفضينها، ويهينك، أو ينتقدك باستمرار.
– لا يثق بك ويتصرف بطريقة غيورة أو تملّكية.
– يتحكم في الأموال أو يرفض مشاركة الأموال.
– يذلِّك بأي شكل من الأشكال.
– يشعرك أنك لا شيء من دونه.
– يعاملك بقسوة جسدية كأن يمسك بك، يدفعك أو يضربك.
– يلومك طوال الوقت حتى قد يصل الأمر للومك على ما يشعر به من ضيق أو على تصرفاته الخطأ.
كيف تتعاملين مع زوجك المسيء؟
يقول المختصون إنه يجب في البداية أن تحددي إلى أي مدى يمكن أن تقبلي إساءة معاملة الزوج ومتى ترفضينها، وبالطبع نحن ضد كل أنواع الإساءة، ولكن في بعض الأحيان قد يكون الزوج واقعاً تحت تأثير العديد من ضغوط الحياة، فيفقد أعصابه ويعلو صوته مثلاً أو يحدثك بطريقة لا تقبلينها، وفي هذا الوقت أنت تحتاجين للهدوء ومعرفة كيف تتعاملين معه، وهل الأمر توقف عند شجار عادي أو تجاوز الحد. وفق هذا السياق يمكنك:
– لا تحمّلي نفسك اللوم وتنساقي له وتعتقدي أنك السبب في خلل ميزان الحياة، هوّني على نفسك.
– ضعي حدودك الخاصة وانتبهي لها، وحدديها بوضوح، وأبلغيه أنك لا تقبلين هذا النوع من المعاملة.
– انتظري ردة فعله، فهل سيتوقف وينتبه لما يؤذيك ولا يكرره؟ أم أنه لن يستمع ويكرر تصرفاته المسيئة؟
– تحدثي معه بصراحة عن مشاعرك وانعدام شعورك بالأمان معه في ظل علاقة يشوبها العنف والإساءة.
– كوني صادقة، واسأليه عما إذا كانت هناك أشياء معينة تدور في ذهنه وتثير موجات غضبه وعنفه، ولكن افعلي ذلك بحساسية قدر الإمكان.
– تناقشي مع شريكك من هم الأقارب، أو المعارف الذين يقلق من التعامل معهم أو لا يحبهم، وأخبريه رأيك وتفهمي سبب ضيقه وأخبريه عن ضيقك من طريقته بالكلام أو التصرف معك بالمستقبل أمام الآخرين.
– أخبريه أنك لا تقبلين العنف في التعامل ولا السخرية منك، وأن الحياة بينكما مشتركة، وأنكما شخص واحد نجاحه ينسب للعائلة، والمصاعب التي يواجهها يمكنكما معاً بمزيد من الصبر مواجهتها وتخطيها، ولكن بالمزيد من الهدوء والصبر وطول البال.