الجزائر- أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط عن الإطلاق الرسمي للنظام المعلوماتي، الذي يسمح بضمان معرفة دقيقة لتنظيم المنظومة التربوية سواء من ناحية حاجيات القطاع من الموارد
البشرية وتنظيم الحياة المدرسية، أو من ناحية دعم أداء الإدارة والتحكم في النفقات العمومية.
وأوضحت بن غبريط في ندوة ألقتها بمناسبة دخول النظام المعلوماتي لقطاع التربية حيز الخدمة، أن هذه العملية “تندرج في إطار تنفيذ برنامج الحكومة المنبثق عن برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي شدد سنة 2000 على ضرورة تنصيب اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية وعلى ضرورة اعتماد هذه التكنولوجيات في القطاع”، مبرزة أن تجسيد هذا النظام يكون عبر مرحلتين: الاولى تجريبية خلال الفصل الثالث من السنة الدراسية الجارية، ثم يتم تعميمه عبر كامل الوطن خلال السنة الدراسية 2017 – 2018، حيث سيمكن هذا النظام التلاميذ من الاطلاع على المضامين والموارد التعليمية.
وأضافت قائلة “إن إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال سيسهم بشكل كبير في تعميم التعليم وتكريس الإنصاف وجودة التعليم والتعلم، والتنمية المهنية للأساتذة إلى جانب نجاعة أكبر في التسيير والتخطيط والإدارة داخل القطاع، وهو ما يسمح بتدعيم أداء الإدارة والتحكم في النفقات العمومية والاستجابة بشكل أفضل لتطلعات الموظفين والمواطنين، مع جعل التسيير أكثر وضوحا وشفافية وترشيد النفقات بعيدا عن قضايا الفساد والرشوة والبيروقراطية في التوظيف والتسيير.”
وبحسب الوزيرة سيسمح هذا النظام بالتحكم في الأرقام لا سيما في مجال تسيير الموارد البشرية، ومعرفة حاجيات القطاع من الاساتذة والموظفين، بدقة وبحسب كل طور (ابتدائي، متوسط وثانوي ) وبحسب كل اختصاص، كم يمكن القطاع من تقديم نظرة استشرافية في المجال على مدار السنوات المقبلة.
وأضافت الوزيرة أن هذا الإنجاز كان تحديا حقيقيا بالنظر لحجم القطاع وتعقيده من حيث عدد التلاميذ والموظفين والمنشآت، إذ أن القطاع يضم نحو 9 ملايين تلميذ وما يقارب 700 ألف موظف بالإضافة إلى حوالي 27 ألف مؤسسة تربوية، مع التحكم في الأرقام في شأن عدد الموظفين المحالين على التقاعد ووضع نظرة استشرافية بالنسبة لاحتياجات القطاع فيما يخص مناصب التوظيف.
وفيما يخص الأولياء أكدت الوزيرة أن هذا النظام يسمح لهم بمرافقة أبنائهم عن بعد. وذلك عن طريق استلام نتائج أبنائهم في وقتها مع استلامهم رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال في حالة تسجيل أي غياب أو مشكل داخل المؤسسة.
وأشارت في سياق آخر أن النظام المعلوماتي سيسمح بتقليص الفساد داخل القطاع وعبر مديريات التربية ورقمنة علامات التلميذ التي أكدت أنها عرفت نوعا من الغش والتغيير من طرف بعض الأساتذة.
ومن جهة أخرى يعطي هذا النظام-بحسب عرض قدمه الأمين العام للوزارة عبد الحكيم بلعابد – فرصة للأولياء لمرافقة ابنائهم في التمدرس سواء من حيث التسجيل عن بعد حيث سيمكن هذا النظام من جعل لكل تلميذ رقم تعريفي وطني طيلة مساره الدراسي وتسهيل عملية التحويل للتلاميذ من مؤسسة إلى أخرى عن بعد وكذا التسيير اليومي للغيابات، حيث أكد ما قالته بن غبريط من خلال إعلام الأولياء بغياب أبنائهم عبر رسالة قصيرة ترسل لهم عبر الهاتف النقال والاطلاع على نتائج أبنائهم المحولة إلى كشوف النقاط إلكترونيا.
وأفاد المسؤول نفسه أن التلاميذ يمكنهم سحب أيضا جميع الوثائق الخاصة بهم على غرار الشهادة المدرسية وكشف النقاط والملف الإلكتروني الخاص بكل تليمذ وغيرها.
وبخصوص موظفي القطاع سيمكن هذا النظام المعلوماتي من تسهيل عملية استخراج عديد الوثائق الخاصة بالأساتذة لا سيما تسيير الترقيات والغيابات ومنحة المردودية، معلنا بالمناسبة عن الشروع قريبا في تزويد كل موظفي القطاع ببطاقة مهنية.