خطوة رائدة نحو صناعة صيدلانية متطورة وآمنة

إطلاق نظام تسلسل الأدوية في الجزائر نقلة نوعية لضمان الجودة ومكافحة التزوير

إطلاق نظام تسلسل الأدوية في الجزائر نقلة نوعية لضمان الجودة ومكافحة التزوير

شهدت الصناعة الصيدلانية الجزائرية خطوة هامة نحو تحسين الأمان والجودة، وذلك من خلال إطلاق المرحلة التجريبية لنظام تسلسل الأدوية في وحدة “شرشال” التابعة لمجمع صيدال.

هذا النظام يعد تحولا جذريا في طريقة مراقبة وتوزيع الأدوية في الجزائر، حيث يوفر إمكانية تتبع الأدوية من مراحل الإنتاج وحتى وصولها إلى المستهلك.

 

التحول التكنولوجي في صناعة الأدوية

إن إدخال نظام تسلسل الأدوية يمثل نقلة نوعية في تحسين النظام الصيدلاني في الجزائر. حيث يتطلب هذا النظام تخصيص معرف فريد لكل وحدة دوائية، مما يسمح بتتبع مسار الأدوية بدقة من مرحلة التصنيع حتى الوصول إلى المستهلك النهائي. هذه التقنية ليست مجرد إضافة لتطوير قطاع الأدوية، بل هي خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن الصحي وضمان جودة الأدوية، وهو ما يتماشى مع المعايير الدولية. وفي حديثه خلال إطلاق النظام التجريبي، أكد وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، غريب سيفي، أن هذه المبادرة تمثل “خطوة هامة في تعزيز مصداقية القطاع الصيدلاني الجزائري وضمان أمان الأدوية”. وأضاف سيفي، أن “نظام تسلسل الأدوية هو جزء من رؤية شاملة لتحديث قطاع الصناعة الصيدلانية، وضمان تلبية المعايير الدولية التي تضمن سلامة المواطنين وحمايتهم من الأدوية المزورة”.

 

الأمان والجودة

من أبرز أهداف النظام هو ضمان أمان الأدوية وجودتها. إذ يتيح هذا النظام إمكانية تتبع الأدوية في جميع مراحلها بدءًا من التصنيع، مرورًا بالتوزيع، وصولًا إلى الاستهلاك النهائي. هذه الشفافية لا تقتصر على الأطباء والمستشفيات فقط، بل تشمل جميع المستهلكين، مما يساهم في تقليل المخاطر الصحية الناتجة عن الأدوية غير المطابقة للمواصفات. كما أن النظام سيساعد على مكافحة الأدوية المزورة التي قد تهدد الصحة العامة، مما يعزز من سمعة القطاع الصيدلاني في الجزائر ويجذب المزيد من الشركاء المحليين والدوليين. في هذا السياق، قال الوزير غريب سيفي: “نظام تسلسل الأدوية ليس مجرد تحديث تكنولوجي، بل هو عامل رئيسي في ضمان سلامة المرضى وتعزيز ثقة المواطنين في الأدوية الجزائرية.

 

تأثيرات على الصناعة المحلية والدولية

من الجوانب الإيجابية التي يمكن ملاحظتها في هذا التحول هو تأثيره المحتمل على الصناعات المحلية والدولية. ومع تطبيق هذا النظام، تكتسب الأدوية الجزائرية مصداقية أكبر على الصعيدين المحلي والدولي، مما قد يؤدي إلى زيادة صادرات الأدوية الجزائرية إلى الأسواق الدولية. من خلال الالتزام بالمعايير العالمية، تصبح المنتجات الجزائرية أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية. وفي هذا الشأن، صرح الوزير غريب سيفي: “الجزائر تسعى لأن تصبح رائدة في صناعة الأدوية على مستوى المنطقة، ونظام تسلسل الأدوية سيكون أساسًا لتحسين القدرة التنافسية للمنتجات الجزائرية في الأسواق العالمية”. كما أن تطوير هذا النظام قد يعزز من مكانة الجزائر كداعم رئيسي للصناعات الصيدلانية المحلية، مما يشجع على المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع. ويستطيع المستثمرون المحليون والدوليون، الاطمئنان إلى أن قطاع الأدوية في الجزائر أصبح أكثر تطورًا وأمانًا، مما قد يزيد من فرص التعاون في هذا المجال.

 

التحديات المستقبلية والآفاق

على الرغم من المزايا العديدة التي يقدمها هذا النظام، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه تطبيقه على نطاق واسع. أولاً، يتطلب تنفيذ نظام تسلسل الأدوية استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية التكنولوجية والتدريب المستمر للعاملين في هذا القطاع. كما أن التحدي الأكبر يتمثل في التوسع في تطبيق هذا النظام ليشمل جميع المنتجين المحليين. سيكون من المهم تشجيع باقي الشركات والمؤسسات على تبني هذا النظام لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه المبادرة.

 

دور تعميم المبادرة على المؤسسات الناشئة

ومن جهة أخرى، فإن تعميم هذه المبادرة على المؤسسات الناشئة يشكل خطوة إيجابية نحو تطوير الابتكار المحلي، حيث يمكن لهذه الشركات الصغيرة أن تستفيد من التقنيات الحديثة في تحسين سلسلة التوريد وإنتاج أدوية ذات جودة عالية. وبالتوازي مع ذلك، يجب أن يستمر الدعم الحكومي لتسريع وتيرة التحول الرقمي في قطاع الأدوية.

 

تعميم التجربة على كافة الوحدات

ومع تزايد القلق بشأن الأدوية المزورة والمشاكل الصحية المرتبطة بها، فإن هذا النظام يعد خطوة هامة لضمان أمان الأدوية وجودتها. كما أضاف الوزير غريب سيفي في ختام تصريحاته: “نحن ملتزمون بتوفير بيئة آمنة ومطورة لصناعة الأدوية، ونعمل على تطوير هذه التجربة لتشمل كافة وحدات الإنتاج الصيدلاني في الجزائر”. إذا تم تعميم هذا النظام على مستوى كافة منتجي الأدوية في الجزائر، فإنه سيشكل حجر الزاوية في إعادة هيكلة القطاع الصيدلاني ويضع الجزائر في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال.

إيمان عبروس