أشرف وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية، أحمد بداني، الإثنين، على افتتاح الملتقى الجهوي حول السلامة البحرية والوقاية من الحوادث المهنية بولاية تلمسان.
وأكد بداني خلال كلمة ألقاها بالمناسبة -تلقت الموعد اليومي نسخة منه- على أهمية تعزيز إجراءات السلامة والأمن على متن سفن الصيد، بالإضافة إلى تحسين الرعاية الصحية للحد من الأمراض المهنية، معتبرا أن هذه الجهود تأتي في إطار حرص الدولة على حماية أرواح وممتلكات الصيادين، والعمل على تحسين ظروف عملهم وضمان سلامتهم. وفي ذات السياق، أشار الوزير، أن هذا اللقاء الجهوي، المخصص لولايات الغرب، يندرج ضمن سلسلة من الملتقيات الوطنية حول السلامة البحرية، بعد اللقاء الجهوي الذي نظم في ولاية عنابة في جويلية الماضي، كما بيّن أن مهنة الصيد البحري تُعد من أصعب المهن، حيث يتطلب العمل فيها قضاء ساعات طويلة في ظروف بحرية وجوية غير مستقرة. كما ذكر الوزير الحادث الأليم الذي وقع في ميناء غزوات بولاية تلمسان في شهر جوان الماضي، والذي أودى بحياة ثلاثة بحارة إثر غرق سفينة، مؤكدا ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث. ومن جهة أخرى، أوضح بداني أن القطاع يعمل على تحسين التكوين والتدريب المهني للصيادين، بهدف تعزيز الوعي الصحي والوقائي، وتطوير مهاراتهم في مجال السلامة على متن السفن، مؤكدا على أهمية توفير الرعاية الاجتماعية والصحية المناسبة للصيادين، من خلال العمل المشترك مع الجهات ذات الصلة لتحسين نظام الحماية الاجتماعية، وتكييف منظومة التكوين المهني لتلبية متطلبات السلامة البحرية. وفي سياق متصل، أبرز الوزير إلى الجهود المبذولة بالتعاون مع وزارة العمل لتحسين تصنيف مهنة الصيد ضمن المهن الشاقة، إلى جانب العمل مع وزارة النقل لتحسين ظروف العمل في الموانئ، وتقديم التسهيلات للصيادين لتأهيل سفنهم وتحديثها، موضحا أنه تم الترخيص باستيراد محركات السفن المستعملة التي تقل عن خمس سنوات، والسفن الكبيرة التي تتجاوز 40 مترا، وذلك لضمان ظروف عمل آمنة وملائمة للصيادين، كما كشف عن وجود مشاريع لبناء سفن كبيرة بأكثر من 37 مترا في ميناء سيدنا يوشع بولاية تلمسان، الأمر الذي سيوفر بيئة عمل أكثر أمانا للصيادين. كما أشار بداني، إلى الدور الحيوي لقطاع الصيد البحري والمنتجات الصيدية في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي، مؤكدا أن ولاية تلمسان تعد من الولايات الرائدة في إنتاج الصيد البحري وتربية المائيات. وفي هذا الشأن، أكد الوزير إلى أن إنتاج ولاية تلمسان من الصيد البحري بلغ حوالي 12.100 طن خلال عام 2023، ما يمثل أكثر من 10 بالمائة من إجمالي الإنتاج الوطني، كما أعلن عن انطلاق أول مشروع لتسمين التونة الحمراء في الجزائر، بقدرة إنتاجية أولية تبلغ 950 طن، ويُعد هذا المشروع إنجازا نوعيا سيسهم في تعزيز إنتاجية القطاع وتطوير قدراته. وبالمقابل تقدم بداني بالشكر لسلطات ولاية تلمسان، على دعمهم لتطوير قطاع الصيد البحري وتربية المائيات في الولاية، مشيدا بجهود جميع العاملين في القطاع وإطاراته، أين شدد على أهمية مواصلة هذه الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة، ومعبرا عن أمله في أن يُسفر الملتقى عن توصيات بناءة تسهم في الحد من الحوادث البحرية وتعزيز السلامة على متن سفن الصيد.
إيمان عبروس
























