ابراهيم نوّال يتحدث لـ “الموعد اليومي” عن الراحل فتح النور بن ابراهيم:….كان صادقا في كل شيئ وخادما للمسرح

elmaouid

 فقدت الساحة الفنية المسرحية، أول أمس، مدير الإعلام والإتصال بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، فتح النور بن ابراهيم بعد رحلة علاج طويلة من المرض الخبيث، حيث أصيب بسرطان الكبد والمعدة والرئة، واكتشف ذلك في 15 أوت الفارط حسب تصريحه الأخير لـ “الموعد اليومي”.

وللحديث عن الراحل فتح النور بن ابراهيم رحمه اللّه، اتصلت “الموعد اليومي” بأقرب الناس إليه في مجال المسرح، الناقد المسرحي إبراهيم نوّال الذي قال:”الراحل فتح النور بن ابراهيم كان يتميز بالصدق في العمل وفي تعامله مع الآخرين، كان خادما للمسرح ومتواضعا، ويملك قوة داخلية تشجعه وتدفعه لخدمة الفن الرابع ومساعدة رجاله على تجسيد طموحهم. لقد كان معروفا بكرمه اللامحدود ومساعدته للمساكين، ولا يرد كل من يقصده.. كان متفتحا جدا ونجح كمكلف بالإعلام في المسرح الوطني الجزائري لأنه أسس علاقة متينة مع الصحفيين الذين كانوا أصدقاءه، وصدقه مع الآخرين كان يجلب له المشاكل في كثير من الأحيان، لكنه كان يتجاوزها خدمة للمسرح”.

وعن كيفية تعرفه على الراحل، قال نوال:”لقد تعرفت عليه قبل 15 سنة من الآن عن طريق الأستاذ بن ناصر الذي طلب مني أن أتوسط لدى مؤسسة فنون وثقافة لتوظيفه (توظيف فتح النور بن ابراهيم)، فلبيت هذا الطلب لأنني كنت واثقا من صدقه في العمل، فانضم إلى الفريق الذي كان يعمل بمؤسسة فنون وثقافة، وبعد ذهابي إلى المسرح الوطني الجزائري فضلت أن آخذه معي في عهد الراحل امحمد بن ڤطاف، لأن هذا الأخير (امحمد بن ڤطاف) كان يعرف فتح النور بن ابراهيم في مؤسسة فنون

وثقافة، وقبل مجيئه إلى العاصمة، كان من الأعضاء الناشطين في مهرجان مسرح الهواة بمستغانم وتحول إلى رفيق كل المسرحيين، لقد كان نعم الأخ والصديق”.

وتحدث ابراهيم نوّال عن لحظة تلقيه وفاة بن ابراهيم قائلا: “لقد وصلني الخبر من زملائي بمستغانم حينها كنت أدرّس فتوقفت عن إلقاء الدرس واعتذرت للطلبة وأخبرتهم عن السبب، فتأثروا هم أيضا بوفاته وقالوا لي: نحن أيضا لا يمكننا متابعة الدرس ولابد أن نترحم على روح فتح النور بن ابراهيم”.

وبخصوص عدم حضوره جنازة الراحل، قال محدثنا:”لم أكن قادرا على حضور جنازته، لم يكن بإمكاني توديع أقرب الناس إلى قلبي، وهو كان يعلم بذلك وقد قالها خلال تكريمه الأخير من طرف مؤسسة فنون وثقافة عندما صرح:”أنا أعلم أنك لن تحضر جنازتي”، وقد أثر ذلك فيّ كثيرا، لأنني فعلا لم أحضر جنازته، ولم أحضر قبله جنازة والدتي لأنني لا أقدر على توديع أعز الناس إليّ كما سبق وأن ذكرت، وأفضل أن تبقى تلك الصورة الجميلة التي أملكها عن فتح النور بن ابراهيم رحمه اللّه”.

وعن حياة الراحل الخاصة، قال ابراهيم نوّال: “تأثر الراحل فتح النور بن ابراهيم لطلاقه، لكنه كان قريبا جدا من بناته وكلما سمحت له الظروف يصحبهن معه إلى المسرح، دون أن تكون لديهما أية ميولات لأبي الفنون، فواحدة تميل للأدب والشعر والثانية خجولة جدا، كما كان قريبا جدا من والدته.

وعن وصية الراحل، قال نوّال “كان يوصيني بمواصلة العمل وخدمة المسرح وزرع المحبة بين الناس”.

وأشار ابراهيم نوّال في ختام حديثه عن الراحل فتح النور بن ابراهيم إلى أنه كان يربطه مشروع مسرحي في مهرجان مسرح الهواة بمستغانم، لكن الموت اختطفه قبل أن نجسده على أرض الواقع، وتعهد بأن يتم ذلك في طبعة 2017، فرحم اللّه فتح النور بن ابراهيم وأسكنه فسيح جنانه.