أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة أبناء، أحرص على رعايتهم وتلقينهم أسس التربية الصحيحة وأبذل قصارى جهدي لنجاحهم في دراستهم، خاصة عندما يكون أحدهم سيجتاز الامتحانات الرسمية، وهذا ما قمت به مع ابنتي التي ستجتاز شهادة التعليم المتوسط الموسم الدراسي الحالي (2025/2024)، حيث صارحتني أنها لا تستوعب دروسها مع أساتذتها في القسم وطالبتني بالدخول إلى المدارس الخاصة التي تقدم دروس الدعم كما تفعل زميلاتها، ولما أخبرتها بأنني غير قادرة على دفع مصاريف الدروس الخصوصية لأن والدها هو الوحيد الذي يعمل والمعيل لنا ماديا خاصة مع غلاء المعيشة، لم تتقبل هذا الأمر وقالت لي بصريح العبارة “إنها لن تجتهد في دراستها وستعمل المستحيل حتى ترسب لأن زميلاتها اللواتي يقمن بمتابعة الدروس الخصوصية لسن أفضل منها” .
ولم ترد استيعاب أن والدها لا يمكنه أن يوفر لها مصاريف الدروس الخصوصية مثل زميلاتها، وطلبت منها ألا تقارن حياتنا اليومية بحياتهن، لكن دون جدوى، فهي مصرة على تهديدي حتى أرضخ لطلباتها وإلا لن تدرس جيدا وتعيد السنة.
وعلمت من أساتذتها أنها لا تتابع دروسها ومهملة وتشوش في القسم وتخالط شلة من الزميلات مهملات أيضا لدراستهن وهن نفس الزميلات اللواتي تريد أن تنضم إليهن لمتابعة الدروس الخصوصية، وقد طلب مني أساتذتها إنقاذها قبل فوات الأوان.
وهنا وجدتني سيدتي الفاضلة حائرة، حيث أن ابنتي مصرة على متابعة الدروس الخصوصية كشرط أساسي لاستكمال دراستها والنجاح فيها، وأنا لا يمكنني توفير مصاريف الدروس الخصوصية، وأيضا لا أريد أن ترسب في دراستها.
فكيف يمكنني أن أساعد ابنتي في دراستها حتى تنجح خاصة وأنها ستجتاز شهادة التعليم المتوسط هذا الموسم دون الدروس الخصوصية؟، أنتظر منك سيدتي مدّي بالنصائح اللازمة التي تمكنني من ذلك قبل فوات الأوان.
الحائرة: أم نهاد من برج البحري
الرد: يبدو من خلال ما جاء في محتوى مشكلتك أن ابنتك أهملت دراستها بسبب مرافقتها لبعض الزميلات المهملات لدراستهن حسب ما أكده لك الأساتذة، فهي تصر على متابعة الدروس الخصوصية حتى تكون إلى جانبهن، وهذا ليس في صالحها، لأن استمرارها معهن يضرها ولن يسمح لها بتحسين مستواها الدراسي، ولابد أن تبتعد ابنتك عن هذه الفئة من البنات، واعلميها أن الدروس الخصوصية ليست ضرورية لتحقيق النجاح في الدراسة، فكم من متفوق في الدراسة تحصل على معدلات تفوق 18/20 دون متابعته الدروس الخصوصية، وهذا ما يجب على ابنتك الحرص عليه، أي أن تتابع دروسها في القسم مع أساتذتها وتحاول الفهم معهم وتراجع دروسها في البيت بانتظام ولا تتركها تتراكم وتحاول حل أكبر عدد من التمارين في كل المواد، واصري على ذلك حتى تتحسن ابنتك في دراستها، وأيضا تواصلي مع أساتذتها بصورة دائمة دون علم ابنتك حتى تعرفي ما يدور بينها وبين زميلاتها واصري على إبعادها عنهن.
وهذا ما نتمنى منك أن تزفيه لنا عن قريب، خاصة وأن امتحانات الفصل الأول لهذا العام الدراسي على الأبواب، بالتوفيق.
