أنا سيدة متزوجة وأم لولدين، موظفة بمؤسسة خاصة وأتقاضى أجرة شهرية لا بأس بها، تمكنني من تلبية متطلباتي ومتطلبات أسرتي، لكن في الفترة الأخيرة حدث معي مالم يكن في الحسبان، حيث أن ابني الذي يدرس في المتوسط الآن أصبح يسرق مني بطاقتي الذهبية ويستعملها في إخراج الأموال. لقد اكتشفت ذلك بعدما وصلتني رسالة من بريد الجزائر. في البداية ظننت أن زوجي هو من استعملها لأنه احتاج إلى المال، لكنني لما عرفت الحقيقة صدمتني وأغمى علي، أن ابني المراهق استغل سذاجتي وكان يسألني عن طريقة استعمال البطاقة الذهبية وعلى اساس أنه يحضر للامتحان اعطيته كل تفاصيل استعمالها وكيف نخرج المال بها، وهذا لمساعدته في دراسته للحصول على نتائج جيدة، لكن ابني للأسف كان يخدعني ويسرق مني بطاقتي ويأخذ منها المال ليصرفه في التفاهات، ولما واجهته بهذه الحقائق وهددته بإخبار والده فانكر وهددني برمي نفسه من شرفة المنزل إن علم والده بالأمر.
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أنني الان خائفة أن يستمر في السرقة لأنه احترفها بطريقة حضارية أي عن طريق سرقة بطاقتي الذهبية، وخائفة أيضا إن أخبرت والده سينفذ تهديده لي برمي نفسه من شرفة المنزل خاصة وأن زوجي عصبي جدا ويمكن أن يرتكب في حق ابنه مكروه. فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لإعادة ابني إلى رشده وإبعاده عن السرقة دون أن يصل الأمر لوالده.
الحائرة: أم إلياس من المحمدية
الرد: لقد اخطأت سيدتي عندما اعطيت كل أسرار استعمال البطاقة الذهبية لابنك بحجة مساعدته في دراسته للحصول على نتائج جيدة، لأن ما درسه في الابتدائي عن البطاقة الذهبية ليس مفصلا بل اعطى له الاستاذ مفهوما شاملا لهذه البطاقة كأداة دفع إلكتروني صدرت حديثا عن بريد الجزائر، وهذا لإبراز تطورات هذا القطاع، وابنك لم يكن بحاجة إلى تفاصيل دقيقة عن استعماله للبطاقة الذهبية.
وما فعله ابنك لا يجب السكوت عليه، ويجب معاقبته حتى لا يستمر في ذلك، لأن خوفك عليه من ارتكاب جماقة في نفسه كتهديده لك برمي نفسه من شرفة المنزل بجعله يستمر في فعلته، وعليك إخبار والده بالأمر، لأن مثل هذه الأمور لا يجب أن تخفى على ربي العائلة لأنه مسؤول على تربية اولاده ومحاسبتهم على كل فعل غير سوي يرتكبونه، وعليك ايضا اخفاء بطاقتك الذهبية ولا تضعيها في المتناول. فابنك في مرحلة تكوين شخصيته فلا تتجاوزي على مثل هذه السلوكيات، لأنها ستكون له عادة وسيحترف السرقة مستقبلا، واحذري من إخفاء مثل هذه الأمور على والده، لأن قيامك بذلك (إخفاء أفعال ابنك عن زوجك) يدفعه للتمادي في ارتكاب مثل هذه الافعال الغير سوية. نتمنى أن تزفي لنا أخبارا سارة في هذا الموضوع وأن ابنك تخلى عن هذه العادة السيئة.
