في المسائل ذات الاهتمام المشترك وإرادة لتطوير التعاون الثنائي الاستراتيجي

اتفاق تام بين الجزائر وروما.. الرئيس تبون يؤكد التزام الجزائر بصيانة الصداقة مع إيطاليا

اتفاق تام بين الجزائر وروما.. الرئيس تبون يؤكد التزام الجزائر بصيانة الصداقة مع إيطاليا

🔴 سيرجيو ماتاريلا: الجزائر شريك استراتيجي لإيطاليا

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون ونظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، على الاتفاق تام بين البلدين في المسائل ذات الاهتمام المشترك والإصرار على تطوير التعاون الثنائي الاستراتيجي، الذي تم تدعيمه خلال الزيارة التي أجراها الرئيس تبون إلى روما، بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية الجمهورية، وبالمناسبة أعلن الرئيس تبون، على وجود آفاق تعاون مفتوح مع إيطاليا دون أي حاجز، وعبر عن  التزام الجزائر بصيانة الصداقة التي تجمع البلدين بكل الوسائل.

وكان للرئيس تبون خلال هذه الزيارة نشاط مكثف مع نظيره الإيطالي وكبار مسؤولي الدولة في إيطاليا، وعقب الاستقبال الرسمي الذي خص به الرئيس تبون من طرف نظيره الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، بالقصر الرئاسي “كورينالي” وفقا للأعراف والتقاليد الإيطالية، أجرى الرئيسان محادثات على انفراد توسعت بعدها لتشمل وفدي البلدين، وخلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي، عقب المحادثات الثنائية التي تمت بين الجانبين في القصر الرئاسي، صرح الرئيس تبون، أن ما سجلته الذاكرة الجزائرية إزاء إيطاليا الصديقة هو إيجابي جدا، سواء، قبل وخلال الثورة التحريرية، أو مع بداية الاستقلال وإلى غاية يومنا هذا، مضيفا أنه لم تسجل مع دولة إيطاليا الصديقة ولو سحابة صيف في علاقتها الثنائية مع الجزائر طيلة هذه العقود، مبرزا أنه على المستوى الثنائي، تم تسجيل اتفاق تام بين البلدين حول المسائل ذات الاهتمام المشترك، سواء ما يجري في المغرب العربي أو البحر الأبيض المتوسط، وكذا فيما يخص التعاون الثنائي، لا سيما في مجال الطاقة، مبرزا أن الصداقة بين البلدين متينة ومتجذرة في التاريخ. كما عبر الرئيس تبون بالمناسبة، عن التزام الجزائر بصيانة هذه الصداقة بكل الوسائل وليس فقط عن طريق الطاقة، معتبرا أن التعاون الطاقوي بين البلدين أمر بديهي، لأن علاقات الجزائر مبنية أساسا على الثقة مع أصدقائها وعلى الكلمة الواحدة والموحدة التي لا تتغير. وأشار رئيس الجمهورية، إلى وجود ارتباط عضوي بين البلدين فيما يخص الطاقة، مبرزا أن تطوير هذا التعاون ممكن أن يتم بالتنقيب المشترك بين شركتي إيني وسوناطراك، على أن يتم توجيه كل زيادة في الإنتاج إلى الصديقة إيطاليا وفق الطلب، ولتكون هي الموزع عبر أوروبا. ولفت السيد تبون، إلى اقتراح الجزائر، إنجاز كابل بحري يربط الجزائر بإيطاليا، يتم من خلاله تموين جزء من أوروبا بالطاقة الكهربائية، مشيرا كذلك إلى شروع البلدين في إنتاج اللوحات الشمسية في ولاية سيدي بلعباس ومنتجات أخرى بين شركتين إيطالية وجزائرية. وعبر رئيس الجمهورية، عن الرغبة المشتركة في إنتاج البلدين للهيدروجين الأخضر وتصديره نحو إيطاليا، بالإضافة إلى آفاق مفتوحة للمؤسسات الناشئة (الجزائرية) للحصول على التجربة الإيطالية والتعامل مع نظيراتها الإيطالية في مجال الصناعة. وعبر السيد تبون، عن الرغبة في الدخول مع الصديقة إيطاليا في تعاون في مجال بناء السفن سواء المدنية أو العسكرية، وشدد رئيس الجمهورية على وجود آفاق تعاون مفتوحة مع إيطاليا دون أي حاجز، مع التزام الجزائر بصيانة الصداقة التي تجمع البلدين بكل الوسائل.

 

الجزائر شريك استراتيجي لإيطاليا

ومن جانبه، أكد الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، أن إيطاليا تعمل، في إطار الاتحاد الأوروبي، على تكثيف التعاون بين دول الاتحاد والجزائر التي وصفها بالشريك الاستراتيجي على جميع الأصعدة.

وأكد الرئيس الايطالي، أن الجزائر، التي زارها في نوفمبر الماضي، تعد شريكا استراتيجيا لإيطاليا، خاصة فيما يتعلق بالطاقة وفي مجالات أخرى، كما لفت، إلى التعاون الاقتصادي والتجاري الكبير بين البلدين في مختلف القطاعات وليس فقط في القطاع الطاقوي والذي يأمل في تعزيزه، معتبرا السوق الجزائرية مهمة جدا بالنسبة لإيطاليا، كما تطرق إلى التعاون الثقافي بين البلدين اللذين تجمعهما حضارة مشتركة في منطقة المتوسط، مشيرا إلى وجود مبادرات هامة قيد التنفيذ على غرار ترميم وحماية المعالم الثقافية والأثرية وتبادل الباحثين والطلبة والتعاون بين الجامعات. وعبر الرئيس ماتاريلا، عن سروره بانعقاد القمة الرابعة بين الحكومتين الإيطالية والجزائرية في جويلية القادم بالجزائر، معتبرا إياها موعدا مهما جدا. وبعد المحادثات بين الطرفين التي جرت بحضور وفدي البلدين، تم التوقيع على عدد من البرتوكولات ومذكرات التفاهم الثنائية للتعاون، وشملت هذه الأخيرة، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم التي وقعها مجمعا “سوناطراك” و”إيني” لتطوير مشاريع الغاز والهيدروجين الأخضر، قطاعات المؤسسات المتوسطة والصغيرة، والسياحة والثقافة وكذلك في مجالات محاربة الفساد والإرهاب. كما استقبل الرئيس تبون، من طرف رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، بمقر رئاسة مجلس الوزراء بقصر “كيجي”، أين خص رئيس الجمهورية والوفد المرافق له باستقبال رسمي، واستعرض هناك الرئيس تبون ورئيس الوزراء الإيطالي فرقة من الحرس العسكري الإيطالي التي أدت لهما التحية الشرفية. وأجرى بعدها الرئيس تبون، محادثات مع كل من رئيسة مجلس الشيوخ الإيطالي، ماريا إليزابيثا ألبيرتي كازيلاتي، ورئيس غرفة النواب الإيطالي، السيد روبرتو فيكو. وكان رئيس الجمهورية قد قام، رفقة وزير الدفاع الإيطالي، السيد لورينزو غويريني، بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول بروما. وفي إطار هذه الزيارة، تم تكريم رئيس الجمهورية من طرف عمدة بلدية روما، روبرتو غوالتيري، خلال لقاء مجاملة جرى بمقر البلدية، أين تم منحه هدية تتمثل في مجسم منحوتة الذئبة التي تعتبر رمز مدينة روما، وقام الرئيس تبون بزيارة لسجن “مامرتين” أين سجن الملك النوميدي يوغرطة في روما.

محمد.د