عقّدت أمطار الخريف التي تهاطلت، مؤخرا، بالعاصمة من مشكل الانتشار الملفت للنفايات التي حالت دون تشرب الأرض لهذه المياه مع صعوبة نفاذها إلى البالوعات في مناظر زادت من تشوه الوجه العام للبلدية التي
عانت كثيرا من مظاهر الانتشار الكبير للقاذورات في عدة أحيائها، حيث حمّل السكان مسؤولية هذه الظاهرة لأعوان النظافة الذين اتهموهم بعدم رفع القمامة في مواعيدها.
وحسب السكان، فإن معاناتهم مع مخلفات الأسواق والمنازل وبقايا أشغال البناء وغيرها قديمة وتزداد وطأتها خلال الصائفة قبل أن تعمق الأمطار الفجائية من حالتها، موضحين أنهم طوال الصائفة الماضية وهم يناشدون السلطات المحلية إيجاد تسوية مستعجلة للوضع الذي لم يعودوا يطيقونه، حيث رفعوا لها انشغالهم قبل أشهر يشتكون فيه من الانتشار الواسع لأكوام النفايات والمخلفات المنزلية التي شوهت منظر هذه الأحياء، ناهيك عن المخاطر التي تنجر عنها بفعل الروائح الكريهة المنبعثة منها والحشرات السامة خاصة، مطالبين إياها بالتدخل وإنهاء المعاناة التي يتكبدونها يوميا.
وسردوا تفاصيل هذه المعاناة بوصف الوضع الذي تشهده أحياؤهم والذي ربطوه بغياب أعوان النظافة الذين لا يقومون برفع أكياس القمامة بشكل يومي من جهة، إضافة إلى الغياب التام لمصالح البلدية التي لم تتدخل من أجل إيجاد حل والقضاء على هذه المشكلة من جهة أخرى، وهو ما أصبح مصدر قلق وإزعاج بالنسبة إليهم، وما زاد من تذمرهم واستيائهم من السلطات المحلية قيام عدد من المتطوعين في عديد المرات بإطلاق حملات تنظيف بإمكاناتهم الخاصة دون أن يتحصلوا على أية مساعدة من طرف مصالح البلدية، وبعد كل تلك المجهودات الجبارة تعود الأوضاع كما كانت سابقا بسبب إهمال السلطات ولامبالاة بعض المواطنين.
في سياق آخر، اغتنم السكان فرص عرض مشكلتهم للمطالبة بمشروع تهيئة شبكة طرقات الأحياء التي اهترأت، من أجل إعادة تعبيدها في أقرب وقت، منددين في الوقت ذاته بالتهميش الذي يعانون منه.











