احتفلت، السبت، مدرسة التربية والتعليم الخاصة المعتمدة “ليمانيا” الكائن مقرها ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة بذكرى يوم العلم المصادف لـ 16 أفريل من كل سنة، حيث خصصت برنامجا ثقافيا مميزا ساهم في
إنجاحه أزيد من 300 تلميذ وحوالي 50 أستاذا.
بداية هذا الحفل الذي احتضنه المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالعاصمة كانت بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها التلميذ “روابحي”، أعقبها النشيد الوطني الذي أدته مجموعة من تلاميذ المدرسة، قبل أن تُترك خشبة المسرح ميدانا واسعا ومفتوحا أمام التلاميذ الذين أبدعوا بجملة من النشاطات الفكرية والأناشيد الغنائية تخللتها بعض المسرحيات والرقصات المعبرة للتراث الجزائري المتنوع.

وصبّت مجمل فقرات برنامج الحفل في خانة ترسيخ فكرة حب العلم والوطن والمحافظة على التراث الثقافي المتنوع للشعب الجزائري في أذهان التلاميذ مثل أنشودة “معلمتي” و “لغتي” التي أداها تلاميذ السنة الأولى ابتدائي وأنشودة “العلم نور” من طرف تلاميذ السنة الثانية ابتدائي، بالإضافة إلى الأغنية التي أداها تلاميذ السنة الأولى والثانية ابتدائي مناصفة والتي تحمل عنوان “حمد لله ما بقاش الاستعمار في بلادنا”.
بعد أن دأبت ساحة المدرسة على احتضان الحفل كل سنة.. مديرة مؤسسة ليمانيا “لوشاني فتيحة”:

تزايد الحضور كل سنة سبب استنجادنا بالمسرح الوطني
عبرت السيدة “لوشاني فتيحة” مديرة مدرسة “ليمانيا” الخاصة المعتمدة عن رضاها التام بنتائج الحفل سواء من ناحية التنظيم، خاصة وأنها تعد المرة الأولى التي تنظم المدرسة حفلا خارج أسوارها، أو من ناحية المضامين والرسائل التي بعث بها التلاميذ عبر مختلف فقراتهم ونشاطاتهم، مضيفة أن حوالي 300 تلميذ وتلميذة مؤطرين من طرف 50 أستاذا ساهموا جميعهم في إنجاح هذا الحدث من خلال إعداد برنامج ثري للحفل وتقسيمهم وفق مجموعات حسب ميولاتهم وإبداعاتهم في المجال.
وعن ظروف التحضير والعمل التي سبقت الحفلة، أكدت السيدة “لوشاني” أن “الفريق الإداري والتربوي من مراقبين وأساتذة وتلاميذ وحتى العاملين ساهموا فيه دون استثناء”، مضيفة أن “بداية الترتيبات والتدريبات كان قد باشرها طاقم العمل منذ بداية شهر فيفري الماضي، في حين شكرت كل التلاميذ المشاركين نظير “ما أبانوا عنه من قدرات كبيرة”.
وفيما يخص فكرة وأسباب إقامة الاحتفال بالمسرح الوطني بدل ساحة المدرسة التي كان ينظم فيها الحفل كل سنة، أرجعت “لوشاني” السبب الرئيسي إلى العدد الكبير للحضور والمشاركين الذي يتزايد كل سنة ولا تستطيع ساحة المدرسة استيعابه.
نجاح الحفل هوّن جميع الصعوبات التي واجهتهم
أساتذة برتبة “قادة جوق”
أكد الأساتذة المشاركون أن نجاح الحفل وخروجه بالنتائج المرجوة منه هوّن جميع الصعوبات والعراقيل التي واجهوها أثناء التحضيرات التي قاربت مدتها أربعة أشهر، وهو ما عبرت عنه المعلمة “مكي باية” التي خرجت راضية عن تلاميذها الذين أبدعوا فوق خشبة المسرح، مضيفة أن المعايير المعتمدة من أجل تسطير البرنامج الثري للحفلة روعيت فيها القدرات التي يملكها التلميذ وتصنيفه وفق مجموعات حسب ميولاته وإبداعه في المجال.
“فنانون كتاكيت” يبدعون فوق خشبة بشطارزي

بدت على وجوه التلاميذ المشاركين في الحفل ملامح الفرح والابتسامة التي لم تفارقهم طيلة ساعات العرض بعد مشاركتهم ومساهمتهم في إنجاح الحفل الذي نظمته مدرستهم، حيث أبدعوا في مختلف نشاطاتهم الغنائية والثقافية وكانوا فنانين حقيقيين فوق الخشبة، فيما وصف بعض منهم شعورهم حيال هذه التجربة، حيث قال التلميذ “ف. م” إن مشاركته في هذا الحفل زادته ثقة في النفس، خاصة وأنه كان تحت أنظار المئات من الحضور، فيما قال التلميذ “ح. هـ” إن المشاركة خلال هذا الحدث في إحدى المسرحيات زادت من ثقافته وجعلته محبا للعمل المسرحي.
حجّوا تباعا إلى المسرح الوطني لمشاهدة فلذات كبدهم عن قرب

أولياء التلاميذ يُثنون على التنظيم وحسن الاستقبال بدورهم، أشاد أولياء التلاميذ الذين حجوا تباعا إلى المسرح الوطني، السبت، وملأوا القاعة بتنظيم المدرسة لهذا الحفل، بحسن الاستقبال والتنظيم اللذين ميزا هذا الحدث، وهو ما أفصح عنه الوالد “أ. محمد” الذي جاء لمشاهدة ابنيه اللذين شاركا في إحدى الفقرات، حيث أوضح أن الحفل “كان رائعا من حيث التنظيم وحسن الاستقبال”، وهو نفس الاتجاه الذي سلكه السيد “ق. بوعلام” الذي جاء مصحوبا بزوجته من أجل رؤية ابنه الذي يدرس بالقسم التحضيري وشارك هو الآخر في أداء مسرحية حول الأغذية الصحية.