محلات بيع الحلويات تنتعش هذه الفترة

استعدادات مكثفة لحفلات وولائم النجاح في البكالوريا

استعدادات مكثفة لحفلات وولائم النجاح في البكالوريا

أصبح الاحتفال بالنجاح في شهادة البكالوريا أمرا مفروضا لدى الغالبية، ففي وقت مضى كان الاحتفال يقتصر على قدوم بعض المهنئين من الأحباب والأقارب، أما حاليا فأصبحت تقام المآدب والولائم بالمناسبة في تركيز واضح على المظاهر المادية التي عصفت بجوهر المناسبة، التي أصبح الأولياء يكلفون أنفسهم من أجلها ماديا ومعنويا في تعبير واضح وصريح أنه كل شيء يهون في سبيل الاحتفال بفرحة نجاح الأبناء في اجتياز امتحان شهادة البكالوريا .

انتقلت “الموعد اليومي” إلى بعض الأحياء بالعاصمة للتعرف على أجواء تحضير العائلات التي تحصل أحد أبنائها على شهادة البكالوريا، وتأكد لنا أن الفرحة والابتهاج هي القاسم المشترك بين هاته العائلات، التي وما إن تم الإعلان عن النتائج، تعالت الزغاريد التي انطلقت من حناجر الأمهات إعلانا وإيذانا بفخرها بنجاح فلذة كبدها، والمُلاحظ أن نفس الأجواء عمت مختلف الأحياء، كما ارتسمت البهجة والسرور وبرزت دموع الفرحة على كل وجه فرد من العائلة ومن الحي أيضا .

فبزوال هاجس الخوف والقلق عمت أجواء الفرحة والسعادة في كل بيت استقبل خبر نجاح أحد أفراد الأسرة في امتحان نهاية السنة، لتختلف طريقة الاحتفال من أسرة إلى أخرى حسب الإمكانيات الخاصة بكل واحدة منها من جهة، وطبيعة كل منطقة من مناطق البلد في كيفية الاحتفال بالمناسبة من جهة أخرى، حيث نجد بعض الأسر الثرية، تتباهى في التحضير لهذا “العرس الكبير” وأخرى تُكلف نفسها، إذ يرغب الغالبية في تحقيق حفل مثالي على رغم إمكانياتهم المادية المحدودة، كما أن بعض العائلات في الجزائر العاصمة تستقبل في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن نتائج “الباك” الجيران والأقارب والأصدقاء بمشروبات غازية وعصير فواكه بارد مع الحلويات المتنوعة، ومع خروج الضيوف من بيت “العرس”،  تضرب العائلات لهم موعدا لحضور مأدبة “القهوة أو العشاء مع نهاية هذا الأسبوع أو بحر الأسبوع المقبل” في الوقت الذي يحضر فيه الأولياء كل الترتيبات الخاصة بالحفل ولوازمه من الحلويات، واللباس الجديد وأفرشة جديدة وغيرها من الإكسسوارات لديكور المنزل.

 

حلويات عصرية وأخرى تقليدية متنوعة في الموعد

تعرف محلات بيع الحلويات خلال هاته الأيام اقبالا واسعا من طرف الأسر التي أسعفها الحظ وكان لها مترشح أو مترشحة نجحت في امتحانات نهاية السنة، وفي هذا الصدد قال لنا صاحب محل بيع الحلويات بالعاصمة إنه “مباشرة بعد الإعلان عن نتائج “الباك”، لاحظنا توافد الأولياء على اقتناء الحلويات بكميات كبيرة، وهناك من قدم طلبات لتحضير أنواع من الحلوى بكميات كبيرة تصل في بعض الأحيان إلى الكميات التي يطلبها أصحاب الأعراس”. وفي هذا السياق، قالت لنا “سامية” صاحبة 19 سنة التي كانت من بين الأوائل التي تحصلن على معدل جيد في شهادة البكالوريا وسط عائلتها الكبيرة، إن أمها وعدتها “بتحضير لها أشهى الحلويات وأحلى الأطباق إن تحصلت على شهادة “الباك” بمعدل جيد وأحسن من بنات عمها وعماتها”، “سامية” حققت مبتغى أمها وتحصلت على أكبر معدل بين بنات عمتها، لتؤكد لنا السيدة “حورية” أم سامية أنها بصدد تحضير لها حفلة كبيرة تدعو كل أفراد عائلتها والجيران وزميلاتها في الثانوية، وأضافت أنها طالبت أحد المحلات بالرغاية بتحضير كمية مقدرة بـ 500 حبة بقلاوة، 500 حبة عرايش، 500 حبة تشاراك مسكر، بالإضافة إلى الأطباق التقليدية التي تحضرها بنفسها في البيت على غرار “الخفاف”.

أما الجدة “مربوحة” التي لم تتوقف عن الزغاريد من بيتها، مؤكدة أنها على استعداد تام لتحضير صينيات من الحلوى المختلفة و”المسمن” لأحفادها زين الدين ورتيبة ورابح الذين تحصلوا على شهادة “الباك”، وأدخلوا الفرحة للعائلة الكبيرة كلها خاصة رابح الذي حقق حلم والديه بعد سنين من المرض الذي كاد أن يكون حاجزا أمام تحقيق حلمه الدراسي.

 

هدايا وتحفيزات مختلفة من نصيب الناجحين

تختلف الهدايا المقدمة إلى الناجحين، لكن الهدف واحد وهو الشكر والامتنان على النجاح الذي حققه التلاميذ بعد المشوار الدراسي الطويل وسنة دراسية حافلة بالمثابرة والتعب.

ارتأت بعض العائلات أن تقدم لهؤلاء هدايا متواضعة ورمزية مثل قارورة عطر، أو محفظة وهناك من منح هاتفا نقالا أو جهاز كمبيوتر نقال أو جوهر من الذهب حسب إمكانيات كل واحد، بل هناك من وعدت أبناءها برحلات خارج العاصمة بتنظيم لهم مخيم صيفي على شواطئ جيجل، بجاية، عين تيموشنت وحتى خارج الوطن كتونس وتركيا وإسبانيا وفرنسا مثل “وهيبة” التي أهدت لها عمتها تأشيرة سفر إلى تركيا وقضاء عطلة صيفية لمدة 15 يوما هناك.

“خلود” التلميذة النجيبة على مدار 13 سنة من التعليم، التي كانت في المراتب الأولى في مسارها الدراسي، حيث تحصلت في جميع الأطوار على أحسن المعدلات، وعلى معدل 17 في “الباك”، عائلتها المتواضعة خيرتها بين هاتف نقال متعدد الخدمات أو جهاز كمبيوتر نقال، فقد اختارت تقديم لها أموال لكي تدبر نفسها بشراء لباس تدخل به الجامعة والأدوات المدرسية كالمحفظة وأدوات الهندسة، لأن “خلود”، كما قالت، صديقتها “صافية” ستدخل كلية الهندسة بالجزائر العاصمة.

ل. ب