في إطار تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدينية والاقتصادية، نظم المجلس الإسلامي الأعلى ندوة بعنوان “الوقف شريكا في التنمية الاقتصادية” لبحث دور الوقف في خدمة المجتمع وتعزيز التنمية الاقتصادية.
وشهد المؤتمر حضور معالي وزير الدولة، عميد جامع الجزائر، ممثلين عن سفارة دولة فلسطين، بالإضافة إلى عدد من الأساتذة والمفكرين.
وافتتح الشيخ مبروك زيد الخير، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الندوة، بكلمة أكد فيها على أن الوقف هو أداة فعالة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى أن الوقف ليس مجرد عمل خيري، بل هو عبادة وشراكة حيوية في تطوير المجتمع. كما تناول الشيخ مبروك تطور مفهوم الوقف عبر العصور، موضحا كيفية استخدامه في مشاريع استثمارية معاصرة تعود بالفائدة المستدامة على المجتمع. وأشار الشيخ، إلى أهمية تبني أفكار مبتكرة لضمان استدامة الوقف في العصر الحديث وأن الندوة تسعى إلى تسليط الضوء على كيفية تفعيل هذا المورد الحيوي لخدمة الأفراد والمجتمعات. من جانبه، ألقى الأستاذ عبد الرحمن سنوسي، محاضرة استعرض فيها أهمية الوقف في دعم التنمية الوطنية مستعرضا التجارب الغربية في استثمار الأوقاف لتعزيز الاستقرار الداخلي وتحقيق أهداف التنمية. وأوضح أن الغرب استفاد من تجربة الوقف في الحضارة الإسلامية، حيث تم دمجها في الأنظمة الرأسمالية والاجتماعية لتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز التوسع الخارجي. كما تناول الأستاذ سنوسي، بعض التجارب العالمية الناجحة مثل استثمار القطاع الوقفي في أمريكا وروسيا وتركيا، مشيرا إلى أن الأوقاف يمكن أن تلعب دورا بارزا في دعم قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة، وتعزيز البنية التحتية. وأكد على أن القطاع الوقفي، يمثل حلا استراتيجيا لتحقيق التوازن بين القطاعين العام والخاص، مما يساهم في تقليل تأثير الشركات الكبرى على القرارات السياسية. أما الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، فقد أضاف إلى النقاش حول الوقف من خلال مداخلته، القيمة التي أشار فيها إلى أهمية الوقف كعبادة وصدقة جارية في الإسلام. وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول من أوقف أرضا في ضاحية المدينة المنورة، تبعه الصحابة الكرام في تبني هذا الفعل الخيري الذي يعزز التنمية المجتمعية عبر إنشاء مشاريع تخدم مصالح الأمة. كما تحدث الشيخ عكرمة عن التحديات التي تواجه الأوقاف في فلسطين، خصوصا في ظل الاحتلال الإسرائيلي. وركز على أهمية الحفاظ على الأوقاف الفلسطينية وحمايتها، مشيرا إلى أن هذه الأوقاف تعد جزءا أساسيا من الهوية الفلسطينية التي يجب أن تبقى حية رغم التحديات. وأكد على ضرورة التعاون بين الدول العربية والإسلامية للحفاظ على الأوقاف في فلسطين ودعم المشاريع الوقفية التي تساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. في ختام الندوة، أكد المشاركون على أن الوقف يعد أحد الحلول المثلى لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. وشددوا على ضرورة تفعيل الأوقاف في مختلف المجالات، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، لتكون شريكا فاعلا في تحقيق أهداف التنمية الوطنية. كما دعا المشاركون، إلى تعزيز الوعي بأهمية الوقف عبر عقد المزيد من الندوات والدراسات التي تهدف إلى حماية الأوقاف وتنميتها بما يعود بالنفع على المجتمع.
تغطية: محمد بوسلامة