الجزائر -حققت الجزائر اكتفاء ذاتيا في بعض المنتوجات، رغم رياح الأزمة الاقتصادية التي هبت على البلاد منذ 2014، والمحاولات المستميتة لكبح معركة فاتورة الواردات ونزيف احتياطي الصرف.
وتمر الجزائر بأزمة اقتصادية منذ 5 سنوات، بعد انهيار أسعار النفط في الأسواق الدولية وتهاوت معها إيرادات البلاد من 60 مليار دولار في 2014 إلى 27 مليار دولار في 2016، و41 مليار دولار في 2018.
وفي 2015 أطلقت الحكومة خططا لكبح الواردات ونزيف النقد الأجنبي، شملت إخضاع فئات واسعة من المنتجات والسلع التي تدخل البلاد، لنظام رخص مسبقة وفي 2018 منعت دخول ما يناهز 1000 منتجا إلى البلاد، بهدف حماية الإنتاج المحلي وكبح فاتورة الوردات، ومطلع 2019، ألغت الحكومة الحظر المفروض على دخول 1000 منتجا إلى البلاد، وعوضته بنظام للرسوم الحمائية تراوحت نسبه بين 30 – 200 بالمئة.
بداية تصدير الإسمنت والحديد
وبنهاية 2017، وفي خضم الأزمة الاقتصادية ومعارك الحكومة لكبح الواردات، حققت الجزائر الاكتفاء الذاتي من مادة الإسمنت وتحولت إلى مصدر لها وأرسلت أول شحنة لها من مادة الإسمنت خلال ديسمبر 2017 باتجاه غامبيا في غرب إفريقيا.
وأقرت الحكومة، لحماية إنتاج الاسمنت المحلي، رسما بـ 200 بالمائة على واردات هذه المادة في إطار نظام الرسوم الحمائية، الذي دخل حيز التنفيذ مطلع 2019.وتستهلك الجزائر أكثر من 25 مليون طنا سنويا من الإسمنت، بينما يتجاوز حجم الإنتاج في البلاد 30 مليون طن وتتوقع الحكومة أن يصل إجمالي إنتاج الإسمنت في حدود 39 مليون طن بحلول 2020، ستوجه نسبة كبيرة منه للتصدير.
وإلى جانب الإسمنت، بدأت الجزائر عمليات تصدير محدودة لمادة الحديد (حديد البناء خصوصا)، اعتبارا من مطلع العام الجاري مع دخول مشاريع بشراكة أجنبية مرحلة الإنتاج.
وأقامت الجزائر في هذا الصدد، شراكات مع أجانب في مجال إنتاج الحديد أبرزها مع مجمع توسيالي التركي، من خلال مصنع وهران، ومصنع بلارة بشراكة قطرية في ولاية جيجل، حيث يبلغ إنتاج مصنع توسيالي التركي 2.9 مليون طن سنويا، ويتوقع ارتفاع الإنتاج إلى 5 ملايين طن بعد الانتهاء من أعمال التوسعة.
وتعتبر الجزائر في الوقت الحالي، دولة مستوردة للحديد والصلب لعدم كفاية الإنتاج المحلي، مقابل الطلب المتزايد، بمتوسط واردات سنوية تبلغ نحو 5 مليارات دولار.ودخل مصنع جزائري قطري مشترك مرحلة الإنتاج، بمنطقة الميلية في جيجل، في أكتوبر 2017، بحجم إنتاج مليوني طن في مرحلته الأولى، و4 ملايين طن اعتبارا من 2020، بحسب وزارة الصناعة.
وحسب أرقام وزارة الصناعة والمناجم، يبلغ متوسط الاستهلاك السنوي الجزائري من الحديد 9 ملايين طن، بينما تتجاوز قيمة فاتورة استيراده 5 مليارات دولار.
وقف استيراد البنزين والمازوت نهائيا
وفي فيفري الماضي، أعلنت شركة سوناطراك، وقف استيراد البنزين نهائيا اعتبارا من نهاية ماي، وبداية جوان الجاري.وعلى مدار السنوات الماضية، استوردت الجزائر ما تفوق قيمته 2 مليار دولار سنويا من الوقود (بنزين ومازوت) من الخارج، في ظل ضعف الطاقة التكريرية الداخلية.
وعزت سوناطراك وقف واردات البنزين، إلى ارتفاع الإنتاج المحلي لهذه المادة، بعد استلام مصفاة جنوبي العاصمة في فيفري الماضي، خضعت لأشغال صيانة على مدار 3 سنوات، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 5 ملايين طن سنويا.كما اقتنت سوناطراك، مصفاة أوغستا الإيطالية بجزيرة صقلية وتحولت ملكيتها لها، اعتبارا من ديسمبر الماضي، بطاقة تكريرية 10 ملايين طن سنويا.وتستهلك الجزائر نحو 20 مليون طن من الوقود سنويا (بنزين ومازوت) حسب بيانات رسمية لشركة سوناطراك.
توجه نحو تصدير النسيج
وشرعت الجزائر صيف 2018، في تصدير كميات من مختلف منتجات النسيج وغزل القطن، نحو تركيا والبرتغال وبلجيكا وبولندا، من مصنع أقيم بشراكة تركية، في ولاية غليزان.
وحسب تصريحات سابقة لمسؤولين جزائريين، فإن المصنع الذي أقيم بالشراكة بين مجمع حكومي وشركة “تايبا” التركية، سيغطي حاجيات الجزائر من مختلف منتجات النسيج التي تستورد 90 بالمائة منها، اعتبارا من 2020. ويعد المصنع الأكبر من نوعه في إفريقيا، باستثمار قيمته 1.5 مليار دولار.
وعند استلام المصنع كليا في 2020، فإنه سينتج 44 مليون متر من خيط النسيج، و12 ألفا و200 طن من الغزل، و30 مليون قطعة من الألبسة (سراويل وقمصان)، وسيوجه 60 بالمائة من إنتاجه نحو التصدير.وفي قطاع الفلاحة، أوقفت الجزائر منذ سنوات استيراد البطاطا وجل الخضر (باستثناء الثوم)، وعدة أنواع من الفواكه الموسمية (مشمش خوخ برتقال فراولة وغيرها).
وفي 16 جوان الجاري ترأس الوزير الأول، نور الدين بدوي، اجتماعا وزاريا خصص لدراسة سبل تطوير إنتاج القمح بأنواعه، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.وتلقى المشاركون في اللقاء، تعليمات لتقليص اللجوء إلى الاستيراد وحصره فقط في تلبية الحاجيات الحقيقية للسوق المحلية، مع حصر توجيه الدعم الحكومي فقط إلى الكميات التي تذهب إلى المواطن، وتفادي ذهابها إلى غير مستحقيها.
أمين.ب










