ومن أسمائه تعالى: الغافر – الغفار – الغفور، وقد أخبرنا ربنا تعالى أنه غافر الذنوب، وغفارها، وغفورها، كما قال: ” غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِير ” غافر: 3. وقال تعالى فيما حكاه عن نبيه نوح عليه السلام: ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ” نوح: 10. وقَالَ تَعَالَى: ” إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم ” البقرة: 173. قال بعضهم قد سمى الله نفسه بالغفور في إحدى وتسعين آية، وأما اسمه الغفار فقد جاء في خمس آيات، فعلم أن ورود الغفور في القرآن أكثر بكثير من الغفار، والغفار أبلغ من الغفور، قَالَ تَعَالَى: ” نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيم ” الحجر: 49-50. أما الغفار ففي قَولِهِ تَعَالَى: ” رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّار ” ص: 66. وقَالَ تَعَالَى: ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ” نوح: 10. وأما الغافر فقد ورد مرة واحدة في القرآن، قَالَ تَعَالَى: ” غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ ” غافر: 3. قال الزجَّاج: معنى الغفر في حق الله سبحانه: هو الذي يستر ذنوب عباده، ويغطيهم بستره، وقال الحليمي: الغافر هو الذي يستر على المذنب، ولا يؤاخذه فيشهره ويفضحه، وأما الغفور فهو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده، ويزيد عفوه على مؤاخذته. ومن آثار الإيمان بهذه الأسماء العظيمة:
أولًا: وصف الله سبحانه نفسه بأنه غفار، وغفور للذنوب والخطايا صغيرها، وكبيرها، حتى الشرك إذا تاب منه الإنسان، قَالَ تَعَالَى: ” إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ” الزمر: 53. وقَالَ تَعَالَى: ” وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ” النساء: 110.
ثانيًا: لا يجوز للمسلم أن يتساهل بالمعاصي والذنوب بحجة أن الله غفور رحيم، فالمغفرة إنما تكون للتائبين الأوابين، قَالَ تَعَالَى: ” إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا ” الإسراء: 25.