مع أسماء الله الحسنى

اسم الله الغفور

اسم الله الغفور

حُق للمسلم أن يستبشرَ بهذا الاسم العظيم، واتصافِ ربِّنا عز وجل بصفة المغفرةِ؛ قال تعالى: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” الزمر: 53، قال الشيخ السعدي رحمه الله: “فيا لها من بشارة ترتاحُ لها قلوبُ المؤمنين المحسنين ظنَّهم بمن لا يتعاظمُه ذنبٌ، ولا يبخلُ بمغفرته ورحمته على عباده المتوجِّهين إليه في طلب العفوِ، الملتجئين له في مغفرةِ ذنوبهم”. وفيه دليلٌ قويٌّ على ضرورة تجنُّبِ تقنيطِ عباد اللهِ، وتصويرِ الحياة لهم مظلمةً مقفرةً؛ فمهما عظُمت ذنوبُ العبد، فإن مغفرةَ اللهِ أعظمُ منها؛ قال تعالى: ” إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ” النجم: 32، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الشَّيطانَ قال: وَعِزَّتِكَ يا ربِّ، لا أَبْرَحُ أُغوِي عِبادَكَ مَا دامتْ أرواحُهم في أجسادِهم، قال الربُّ: وَعِزَّتِي وجلالي، لا أزالُ أَغفرُ لهم ما استغفروني”؛ رواه أحمد.

حتى الشِّرك، فإن اللهَ يتوبُ على من تاب منه وأناب؛ قال تعالى: ” وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ” النساء: 110. وقد يرى أحدُنا ذنوبَه جبلًا من الجبال كثرةً وفظاعة، ثم يستبشرُ بمغفرة اللهِ إن أخلَصَ التوبةَ له؛ قال الله تعالى في الحديث القدسيِّ: “يا بنَ آدمَ، إنك ما دعوتَني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغَتْ ذنوبُك عَنانَ السماءِ ثم استغفرتني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقرابِ “بملء” الأرضِ خطايا ثم لقيتني لا تُشركُ بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرةً” سنن الترمذي. ولقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو النبي المعصوم لا يفترُ لسانُه عن ذكر اسمِ الله الغفور. فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان يُعَدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائةَ مرةٍ من قبل أن يقومَ: “ربِّ اغفر لي وتبْ عليَّ؛ إنك أنت التوابُ الغفور” سنن الترمذي.