مع أسماء الله الحسنى

اسم الله المصور

اسم الله المصور

وقد ورد اسمُ الله الخالق المصوِّر في آيات كثيرة، قال تعالى: ” هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ” الحشر: 24، وقال تعالى: ” هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ” آل عمران: 6. وقال تعالى: ” الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ” الانفطار: 7، 8. قال بعضهم: المصوِّر هو الذي أنشأ خلْقه على صورٍ مختلفة، وهيئات متباينة؛ من الطول والقصر، والحسْن والقبح، والذكورة والأنوثة، كل واحد بصورته الخاصة، قال تعالى: ” فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ” المؤمنون: 14. ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين:

أولًا: أن الله تعالى هو الخالق وحده، وما سِواه مخلوقٌ، قال تعالى: ” قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ” الرعد: 16، وقال تعالى: ” هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ” فاطر: 3، فكل ما سِوى اللهِ مخلوقٌ مُحْدَثٌ، وكل المخلوقات سبقها العدم، قال تعالى: ” هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ” الإنسان: 1.

ثانيًا: أن الله تعالى لم يزل خالقًا كيف شاء ومتى شاء ولا يزال، قال تعالى: ” يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ” النور: 45، وقال تعالى: ” وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ” القصص: 68، وقال تعالى: فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ البروج: 16.

ثالثًا: أن الله تعالى ذكْره خالقُ كلِّ شيء، قال تعالى: ” ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ” غافر: 62.

رابعًا: خلْق الله عظيم، فلا يستطيع مخلوق أن يخلُق مثلَه، فضلًا عن أن يخلُق أفْضَلَ منه، قال سبحانه: ” هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ” لقمان: 11.

خامسًا: أن الله حرَّم على عباده أن يُصَوِّروا الصوَر ذوات الأرواحِ، لما فيها مِن مُضاهاةٍ لخلْق الله، روى مسلم في صحيحه مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “قال الله عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟! فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، وَليَخْلُقُوا ذَرَّةً”.