النوم، هو أحد العمليات الحيوية التي يقوم بها الانسان، ولا يستطيع الاستغناء عنها، وحدوث أي اضطرابات بها تؤثر على سلوكه اليومي، وحالته النفسية، لهذا عكف العلماء على دراسته وتحليل كافة الظواهر المتعلقة به.
يقال عن أنه سلطان، كلمة للتعبير عن سطوته ونفوذه على الجسد، الذي لا يستطيع مقاومته وقت الحاجة إليه، ولكن هذا الأمر النافذ له، تتخطى سيطرته الحد الطبيعي، ما عدّه الأخصائيون مرضا يحتاج للدراسة والعلاج.
ويقول الدكتور طارق مهير إن بعض الأشخاص ينهضون ليلا ويتحركون أو يكلمون أي شخص، ثم يكملون نومهم، وعندما يستيقظون في الصباح لا يتذكرون ما حدث، وفسر تلك الحالات قائلا: “أثناء النوم يتوقف النشاط العضلي لكن هناك حالات تشهد نشاطًا عضليًا وتصرفات للنائم، يذكرها باعتبارها مجرد حلم، ولا يصدق أنه هو نفسه من فعلها، وتسمى هذه الحالة الاضطراب السلوكي المرتبط بالنوم الحالم”.
أنواع اضطرابات النوم
أنواع اضطرابات النوم، التي يعاني منها الناس عادة، وتصنف إلى 3 مجموعات، الأولى، ترتبط بالعديد من الظواهر التي تحدث أثناء النوم، مثل السير والحديث أثناء النوم والكوابيس والفزع الليلي للأطفال الذي يحدث نتيجة أخطاء يرتكبها الأهل في تعاملهم مع الأطفال، ويوضح الدكتور أن فترة ما قبل النوم وما يشاهده الطفل أو يسمعه خلالها تؤثر عليه خلال نومه، حيث تلجأ بعض الأسر إلى تخويف أطفالها حتى يناموا سريعا، ما يتسبب في تعرض أبنائهم لكوابيس أو للفزع الليلي، بما يسبب مشاكل نفسية.
ويصف المجموعة الثانية بـ “الاضطرابات الخاصة بالأرق” – صعوبة الوصول لمرحلة النوم- وتصيب 30 % من الحالات. ويحدث الأرق لأسباب نفسية مثل القلق والاكتئاب أو لأسباب عضوية مثل أزمات التنفس والآلام المختلفة بالجسم أو لسوء استخدام العقاقير الطبية مع اضطراب دورة النوم واليقظة.
أما المجموعة الثالثة، فهي “الأخطر” لأنها تتسبب في 40 %من حوادث الطرق، عندما يشعر المريض بالنعاس أثناء القيادة في أوقات النهار. ويشرح أسعد أن هذه الحالة، تؤثر أيضا في قدرة الطلاب على التحصيل الدراسي وعلى كفاءة العمال والموظفين في تأدية عملهم. أما “الشخير” _الذي يصدر من الشخص أثناء نومه _ فيطلق عليه الدكتور مرض الاختناق التنفسي، الذي ينتج عن ضيق مجرى التنفس العلوي مع نقص الأكسجين المتدفق للمخ، لتقل كفاءة النوم ويصحو المريض شاعرا بصداع. ويصاحب ذلك أيضا ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن، ويمكن علاجها بالتدخل الجراحي أو باستخدام جهاز خاص لدفع الهواء تحت ضغط مستمر يحمي المريض من مشاكل صحية عديدة.
وهناك نوع آخر من الاضطرابات ولكنه غير منتشر بشكل كبير، وهو “مرض النوم الانتيابي”، ويعني تعرض الشخص لنوبات من النوم المفاجئ، حيث يتوقف فيه النشاط العضلي، ويسقط الشخص سهواً أو فجأة على الأرض دون سبب واضح، كما يوضح أسعد، لافتا إلى أن وجود مشاكل في الكبد أو الغدة الدرقية، قد تؤدي إلى النوم أثناء النهار بكثرة.
المشي أثناء النوم والانتقال المفاجئ بين مراحل النوم
وعن ظاهرة “المشي أثناء النوم”، يقول الدكتور إنها تحدث غالبا أثناء الانتقال المفاجئ من مرحلة النوم العميق إلى النوم الخفيف، وله أسباب وراثية ونفسية، ولا يتذكرها المريض بعد الاستيقاظ، وتحدث لدى الأطفال بشكل خاص، وعلاجها أن يتخذ الشخص احتياطات الأمان اللازمة للوقاية من أي إصابات مثل إخلاء أرضية المنزل من آلات حادة أو أشياء تعوق سير الطفل. وتابع الدكتور يمكن علاج اضطرابات النوم بشكل عام مثل الأرق بسهولة، لكن الاضطرابات المزمنة، تتطلب التعاون مع تخصصات طبية مختلفة مثل أمراض الصدر والمخ والأعصاب والغدد وغيرها، ويكون دور المعمل هو البحث عن سبب الاضطراب الذي يعاني منه المريض.
