“اكتشفنا منطقة أثرية ببلدية بئر قاصد بها حمامات وفسيفساء”

elmaouid

كشف مسؤول مواقع ومتحف برج المقراني “لونانسة بدر الدين” بولاية برج بوعريريج، في الحوار الذي خص به “الموعد اليومي”، أن هذا المعلم التاريخي ذو رمزية تاريخية أثرية، نشأته كانت خلال تواجد الأتراك العثمانيين في القرن 15 على أنقاض الحضارة الرومانية والمتمثلة حاليا في الشواهد والصخور الموجودة بأرجائه، وهو عبارة عن برج مراقبة كانت تستعمله القوافل بصفة عامة، حيث أكد أنه وبعد مرور سنوات صعبة على الشمال الإفريقي وبالخصوص الجزائر وتواجد الاستعمار الغاشم الذي أعطى المعلم صبغة أخرى من خلال قتله لروح التواجد الإسلامي العثماني في الجزائر بصفة عامة، وهو يتكون من دور للعرض كان الاستعمار الفرنسي يستعملها كمستشفى عسكري.

أما فيما يخص المعالم الأثرية الموجودة بولاية برج بوعريريج، فقد أكد أن الولاية تتوفر على الكثير من المعالم الأثرية التي تختلف من حيث التصنيف، حيث أن الولاية بها معلمين أثريين مصنفين تصنيفا وطنيا وهما معلم برج المقراني الذي صنف سنة 2010، وكذا المنطقة الأثرية الإسلامية الموجودة بقرية تيحمامين ببلدية العش، كاشفا في السياق ذاته أن هناك العديد من المناطق الأثرية التي مسها الجرد الإضافي الذي يكون تسييره من طرف مصالح الديوان، بالتنسيق مع مصلحة التراث بمديرية الثقافة التي ستعرف فيما بعد دراسة على مستوى الوزارة بالعاصمة من طرف لجنة مختصة في تقييم هذه المعالم من أجل إعطائها الصبغة الوطنية، مؤكدا أن مهمة الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية تنحصر في حراسة هذه المعالم المصنفة وطنيا. 

أما بخصوص الترميم الذي مس هذا المعلم التاريخي، فقد أكد محدثنا أن الترميم الذي مسه خلال سنة 2005 وانتهى بعد ذلك في 2010 كان بأيادٍ وخبرات جزائرية محضة، وكل الترميمات والتقنيات كانت عبارة عن مزيج فرنسي اسباني وحتى تركي، وبالنسبة للشواهد الأثرية الموجودة على مستوى هذا المعلم، فهي عبارة عن شواهد ودلالات للحضارة الرومانية وكلها تحتوي على كتابات لاتينية تدل على تواجد الحضارة الرومانية، ومن بين الشواهد هذه نجد شواهد القبور التي يستعملها الرومانيون للدلالة على المقبرة ورمزيتها، كون الشاهد بحسبه يحتوي على ثلاث سجلات، سجل يعطي صبغة ومعلومة لتواجد الفرد في المقبرة، كما يحتوي المعلم على مطاحن كانت تستعمل لمعاصر الزيتون، وكذا وجود معالم كانت تستعمل كمخازن لمياه الشرب، وهناك مطامر بقاعات العروض الموجودة بالمعلم التاريخي كانت تستعمل لحفظ المواد الغذائية. أما بخصوص الحراسة لهذا المعلم التاريخي كون مؤسستهم تسير من طرف الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية وتنحصر مهمتها في حماية كل معلم مصنف تصنيفا وطنيا، فقد أكد بأن الحراسة دورية من أجل المحافظة على الأمن وكذا الناحية الجمالية لهذا المعلم وتوافد الزوار، بغية إعطاء المعلم حرمة وروح من أجل المحافظة على المتحف الذي هو عبارة عن مستودع للمحافظة على هوية المجتمع، مؤكدا بأن عمل المصالح التابعة إليه يتمحور حول فتح أبواب هذا المعلم بشكل يومي لاستقبال الزوار، وكذا القيام بنشاطات وأعمال خلال شهر التراث الذي يكون خلال الفترة الممتدة من 18 أفريل إلى 18 ماي، كما كشف ذات المتحدث أنه تم مؤخرا اكتشاف منطقة أثرية ببلدية بئر قاصد علي والأشغال التي يقوم بها مركز البحوث بالجزائر العاصمة، أين تم العثور على حمامات وفسيفساء والدراسة ما زالت على قدم وساق بالمنطقة.

مسؤول المعلم التاريخي وجه نداء إلى كل سكان الولاية الغيورين وبالأخص الذين يمتلكون أشياء ذات قيمة تاريخية، بضرورة وضع هذه الأشياء على مستوى معلم المقراني لتكون رسالة للجمهور داخل وخارج الولاية.