وضعهم يزداد صعوبة خلال موسم البرد

الأشخاص دون مأوى.. بين إلزامية إيوائهم ورفضهم له

الأشخاص دون مأوى.. بين إلزامية إيوائهم ورفضهم له
  • الأركان الدافئة ملاذهم ليلا

 

يرفض الكثير، إن لم نقل الغالبية من المتشردين الذين يعيشون في الأركان الدافئة لشوارع العاصمة ليلا، أن يتم ادخالهم لمراكز الإيواء بالرغم من قساوة الطقس في الخارج في موسم الشتاء لأسباب عديدة، يقول الأغلبية إنها تعود لأسلوب المعاملة التي يتلقونها في المراكز.

تتعدد قصص الأشخاص دون مأوى وأسباب تواجدهم في الشارع، فهناك شباب انزلقوا في الرذيلة بسبب عدم وجود دعم وتكفل عائلي، وهناك كهول قست عليهم الدنيا ولم يجدوا سندا اجتماعيا يكفلهم، وهناك عائلات بأكملها تعاني الفاقة والحاجة وتبحث عن سقف يأويها.

 

قصص مختلفة والنتيجة واحدة

كل قصة، وكل حالة، تستدعي التوقف والتدبر، إلا أن واقع معيشهم خارج مراكز الايواء استدعى التساؤل عن سبب رفضهم لذلك، وقد صبت الإجابات كلها في اتهامات موجهة للأعوان العاملين بالمراكز المخصصة بإيواء الأشخاص دون مأوى والذين يستغلون – حسبهم- هؤلاء وينزعون منهم أموالهم وكل ما يحوزونه من ثمين.

وقد روى بعض القاطنين في إحدى دور الإيواء أن الجميع يتعرض للظلم وأن كل من يحاول التمرد يكون نصيبه قضاء الليلة مع المصابين بالأمراض العقلية أو الضرب.

من جهتها، تقترح فريدة جبالي من لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي لولاية العاصمة، ضرورة تنصيب كاميرات لمراقبة التجاوزات في المراكز، وكل ما يتعلق بذلك لضمان حماية أمن الأشخاص القاطنين بهذه المراكز، مؤكدة أنه لا يجوز إطلاقا الجمع بين المختلين عقليا ومن لا مأوى لهم.

 

دعوة لمضاعفة مراكز الإيواء ومراقبة نوعية الخدمة

تركز الدولة الجزائرية في التكفل بالأشخاص دون مأوى أساساً على إعادة إدماجهم في الوسط العائلي والاجتماعي.

وقالت آخر الإحصائيات إن الحالات التي تم إدماجها بمختلف الصيغ خلال السداسي الأول من سنة 2024 تقدر بأكثر من 500 شخص، حيث يبلغ عدد الحالات المدمجة عائلياً أكثر من 323 حالة، بالإضافة إلى أكثر من 223 حالة إدماج مؤسساتي.

هذا، وقد خصصت الوزارة الوصية تطبيقا إلكترونيا للتبليغ عن الأشخاص دون مأوى، في إطار سياسة الرقمنة التي ينتهجها القطاع، لتسهيل وتسريع عملية التكفل بهذه الفئة، كما وجه القائمون على القطاع دعوتهم للمواطنين وفعاليات المجتمع المدني إلى التبليغ عن الحالات التي تستدعي التدخل، عبر مختلف الآليات التي وضعتها الوزارة لهذا الغرض.

كما تم تنصيب خلية إصغاء تضم ممثلين عن الخلايا الجوارية، من بينهم أخصائيون نفسانيون واجتماعيون، وأطباء، لتلقي التبليغات عن الحالات المسجلة.

وفي إطار التكفل بالفئات الهشة والأشخاص في وضعيات اجتماعية صعبة، تعمل مصالح الوزارة على تجسيد البرنامج الوطني لضمان التكفل والمرافقة لهذه الفئات، على غرار الأشخاص دون مأوى، من خلال مديريات النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع السلطات المحلية والقطاعات المعنية والمجتمع المدني.

علما أن عملية التكفل بهذه الفئة تستدعي تضافر جهود مختلف الفاعلين، حيث يتم التكفل بهم على مستوى مصالح المساعدة الاجتماعية المتنقلة، وعلى مستوى الفضاءات المفتوحة، إضافة إلى الفضاءات التي يتم تخصيصها من طرف الولاة. ويعمل فريق متعدد الاختصاصات، يتكون من نفسانيين وأطباء ومساعدين اجتماعيين ومربين متخصصين وممرضين، على توفير الرعاية اللازمة لهم.

هذا، ويذكر أن وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، رافقت في خرجة ليلية بشوارع الجزائر العاصمة، الفرق المختصة في إطار عملية التكفل بالأشخاص بدون مأوى، بغية الاطلاع عن قرب على ظروف التكفل بهذه الفئة، حسب ما أفاد به بيان لذات الوزارة الذي أوضح أن السيدة مولوجي “طافت رفقة الفرق المختصة، أزقة وشوارع العاصمة، بحثا عن الأشخاص بدون مأوى في تلك الليلة الممطرة، حيث تم إيواء الحالات التي عثر عليها، في مركز الإيواء بدالي براهيم وديار الرحمة ببئر خادم”.

وفي نفس الإطار، وحسب ذات البيان، أسدت الوزيرة تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية لتشمل كل الوطن، حيث تم تجنيد كل الخلايا الجوارية للتضامن لإنجاح العملية.

 

لمياء. ب