الأمين الوطني بالنقابة الوطنية لعمال التربية.. بن باقي حسن لـ”الموعد اليومي”: نرفض بناء البرامج على مقترحات مستوردة ونطالب بمناهج تُعزز الثوابت الوطنية والمناعة الفكرية لدى التلاميذ

الأمين الوطني بالنقابة الوطنية لعمال التربية.. بن باقي حسن لـ”الموعد اليومي”: نرفض بناء البرامج على مقترحات مستوردة ونطالب بمناهج تُعزز الثوابت الوطنية والمناعة الفكرية لدى التلاميذ

انتقد بن باقي حسن، الأمين الوطني بالنقابة الوطنية لعمال التربية، في تصريح لجريدة الموعد اليومي، طريقة إعداد البرامج التعليمية في الجزائر، معتبرا أن اللجنة الوطنية للبرامج – رغم أنها الهيئة القانونية المخولة نظريا بالبناء البيداغوجي – لا تمارس مهامها بشكل فعّال، ويفتقر عملها إلى الجلسات التقييمية المنتظمة.

وقال بن باقي: “لا يمكن الحديث عن بناء مناهج حقيقية دون استراتيجية واضحة تراعي البُعد الوطني، والمناعة الفكرية لأبنائنا. نريد مناهج تزرع حب الوطن، وتغرس في التلاميذ القيم والثوابت الوطنية، لكن دون إغفال الجانب العلمي والمعرفي، مع الأخذ بعين الاعتبار التطور السيكولوجي والحركي للطفل”. وفي هذا السياق، عبر المتحدث، عن رفضه القاطع لاستيراد تجارب تعليمية فاشلة، قائلا: “كيف يمكننا القبول بأن يُكلف 11 مفتشا فرنسيا – غير ناجحين حتى في بلدهم – ببناء برامج تعليمية لأبنائنا؟ الجزائر تزخر بالكفاءات من أساتذة، وباحثين، ومراكز بحث قادرة على إعداد مناهج تتماشى مع واقعنا، وليس مجرد مراجعة سطحية لما هو موجود، بل بناء فعلي لمنظومة تعليمية وطنية”. كما أشار إلى ضرورة التكييف بين الحجم الساعي للمواد والمراحل العمرية للمتعلمين، قائلاً: “من غير المعقول أن يثقل تلميذ في الطور الابتدائي بـ11 مادة دفعة واحدة، ثم نتساءل عن آثار ذلك لاحقا. هذه المناهج سترتد علينا بعد 5 أو 10 سنوات، في شكل نتائج دراسية وسلوكية خطيرة”. وبخصوص إدخال التكنولوجيا في قطاع التربية، دعا بن باقي إلى اعتمادها بشكل عقلاني، قائلاً: “نحن لسنا ضد التكنولوجيا، بل نثمن استعمالها في التعليم عن بعد إذا ما احترمت القيم والثوابت الوطنية. هناك دول نجحت في التعليم عن بعد، لكن بشكل مدروس ومؤسس”. أما فيما يخص الجدل حول استخدام الهاتف النقال داخل المؤسسات التربوية، فقد عبّر عن رفضه القاطع لذلك، مشيرا إلى أن الظاهرة تحولت إلى مصدر سلبي يؤثر على التلميذ والأستاذ معا. وقال: “من غير المقبول أن يستخدم الهاتف داخل القسم لتصوير الأساتذة في وضعيات غير تربوية. نحن نرفض ذلك تمامًا، إلا في الحالات الخاصة والطارئة التي تبرر وجود الهاتف وتخضع لتقدير الإدارة”. وختم بن باقي حديثه بالتأكيد على أن النقابة لن تتوانى في الدفاع عن المناهج التربوية التي تخدم الوطن، وتحمي أبناءه، وتصون سيادتهم الفكرية والثقافية.

 

محمد بوسلامة