عادت الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية خلال حرب التحرير الوطني إلى واجهة النقاش، مع تزايد الأصوات الفرنسية التي تدين الانتهاكات الوحشية التي تعرض لها الجزائريون، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية.
وفي تقرير حديث، سلطت مؤسسة “ستريت برس” الإعلامية المستقلة الضوء على قضية التعذيب التي تعرضت لها المجاهدة لويزة إيغيل أحريز، من خلال تحقيق أجرته الصحفية فلورنس بوجي من جريدة “لوموند”، والذي نشر لأول مرة في يونيو 2000 تحت عنوان: “تعذيبها على يد الجيش الفرنسي في الجزائر، ليلى تبحث عن الرجل الذي أنقذها”. وكشفت الصحفية خلال تحقيقها اعترافات صادمة لمسؤولين عسكريين فرنسيين، حيث أقرّ الجنرال ماسو باستخدام التعذيب خلال الحرب، معبّرًا عن ندمه على الأساليب الوحشية التي تم اللجوء إليها. كما أقر العسكري بول أوساريس، في تصريحات سابقة لصحيفة “لوموند”، بتنفيذه شخصيا عمليات إعدام لـ24 شخصًا وقيادته لفرقة الموت، مؤكدا أن التعذيب كان سياسة ممنهجة منذ عام 1830، لكنه أصر على أنه “لا يشعر بالندم”. وفي السياق ذاته، أعادت تصريحات الصحفي الفرنسي جان ميشال أباتي، من قناة RTL، الجدل حول الفظائع المرتكبة من قبل فرنسا الاستعمارية، حيث قارن المجازر التي ارتكبها الجيش الفرنسي في الجزائر بتلك التي شهدتها قرية أورادور سور غلان خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أن فرنسا ارتكبت “المئات من المجازر المشابهة في الجزائر”. وهذه الاعترافات المتزايدة، سواء من شخصيات عسكرية أو إعلامية فرنسية، تعكس اتساع دائرة الوعي بجرائم الاستعمار، وتؤكد أن التاريخ لا يمكن طمسه، خاصة مع استمرار الجهود الجزائرية لاسترجاع الذاكرة الوطنية وكشف الحقيقة الكاملة حول هذه الحقبة السوداء.
إيمان عبروس