دعت البروفيسور خليدة شعراوي، طبيبة مختصة بمصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس، الجهات الوصية إلى التدخل من أجل تقنين بيع الأدوية خاصة المضادات الحيوية على غرار ما تم تجسيده بالنسبة للأدوية المهلوسة فضلا عن تسطير مخطط بعيد المدى للوصول إلى حلول ناجعة ميدانيا.
وأبرزت البروفيسور خليدة شعراوي، في تصريح إذاعي، مخاطر الاستعمال المفرط للأدوية تنجر عنه مضاعفات كثيرة والتي تكون بالدرجة الأولى على صحة المريض وعلى المحيط في مستوى ثان، داعية المواطنين إلى تجنب شراء الأدوية دون وصفة طبية، مشيرة أنه مهما كانت الأعراض يجب على المريض استشارة الطبيب والتوجه إلى الطبيب العام أو المختص خطوة ضرورية لتشخيص المرض وتحديد خطة العلاج، خاصة وأن المنظومة الصحية في الجزائر وفرت عبر وحدات الكشف والمؤسسات الجوارية إمكانية الكشف المجاني للمريض، من جهة أخرى على المريض عدم التداوي التلقائي دون استشارة. وأشارت المختصة في الأمراض المعدية، أن الجزائر من بين الست الدول الأولى في العالم التي تستورد الأدوية وتخصص ملايير الدينارات من أجل توفيرها محليا وترشيد استهلاك هذه الأدوية سيخفف من الأعباء على ميزانية الدولة، مشيرة أنه من خلال الأسبوع الوطني للوقاية نسعى إلى التحسيس والتوعية بخطر التداوي العشوائي والفردي والإفراط في بيع وتناول الأدوية خاصة المضادات الحيوية، كما يجب الاستمرار في التوعية على مدار السنة وفي كل المجالات والميادين. وحسب المتحدثة، فإنه حاليا على مستوى العالم يموت مليون و200 ألف شخص سنويا بسبب مقاومة الفيروسات ومنظمة الصحة العالمية تتوقع وفاة عشرة ملايين شخص آفاق 2050، بسبب سوء استعمال المضادات الحيوية، قائلة: “أنه في المجتمع لاحظنا أن استعمال الأدوية المتبقية في المنزل دون استيفائها شروط الحفظ واحدة من الإشكاليات المطروحة، حيث طريقة استعمال الأدوية في حد ذاتها يمكن أن تشكل خطرا حقيقيا، وأن مدة العلاج وعدد الجرعات ونوعية الأدوية المرافقة طول فترة العلاج كلها عوامل يجب الانتباه إليها، مبرزة أن خطة العلاج ونوعية الأدوية قد تكون مجدية لمريض دون سواه.
الجزائر تباشر في وضع شبكات للمراقبة الميكروبيولوجية
كما أكدت شعراوي، أن تقديم الأدوية المختلفة من طرف الصيدلي دون وصفة طبية ظاهرة خطيرة، وشدد أنه على الصيدلي أن يكون صارما وأكثر وعيا بالتداعيات المستقبلية، على اعتبار أن الاستعمال المفرط والعشوائي للمضادات الحيوية أكثر خطورة عن غيره من الأدوية الأخرى والخطورة تمس المريض وتتعداه إلى المحيط ناهيك أن المضاعات تكون واسعة على صحة المريض لإمكانية إصابته بأمراض أخرى، من خلال ظهور مقاومة للبكتيريا نتيجة الإفراط في استعمال المضادات الحيوية، لأن جسم الإنسان يحتوي على نوع من البكتيريا المفيدة في الهضم والمناعة والحماية يجب الحفاظ عليها، كما أن سوء استعمال المضادات الحيوية يضعف أو يقضي على عمل هذه البكتيريا ويفتح المجال لتطور وتنشيط البكتيريا المقاومة، ومنظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر منذ سنة 2014، حيث تم تصنيف مقاومة المضادات الحيوية من بين العشر مخاطر الأولى عالميا على الصحة العمومية، وتم تصنيفها في الدرجة نفسها مع السيدا والكوفيد والمجاعة… وأفادت البروفيسور خليدة شعراوي، أنه ومع سنة 2050 ستكون الالتهابات هي السبب الأول في الوفيات عالميا بسب مقاومة البكتيريا والفيروسات، مع العلم أن هذه الإشكالية حاليا موجودة في عديد الدول إن كانت متقدمة أو نامية الفقيرة، مؤكدة أن هناك العديد من دول وضعت مخططات للحد من هذه الظاهرة وفي الجزائر انطلقنا في وضع شبكات للمراقبة الميكروبيولوجية. وأكدت على دور الطبيب العام، فهو أول حلقة في سلسلة العلاج من خلال الفحص الجيد والتوجيه الصحيح، داعية الأطباء العامين تجنب تقديم المضادات الحيوية اعتباطا في وصفاتهم الطبية، خاصة وأنه حسب الدراسات العالمية، أكثر من 90 بالمائة من الأطباء يخضعون لطلبات المريض في العلاج، والإشكالية -حسبها- لا تقتصر على هذه الحلقة “مواطن صيدلي وطبيب” بل تتعداها إلى مربي الدواجن والحيوانات والفلاحين الذين يستعملون المضادات الحيوية بطرق غير سليمة والأثر يمس الجانب الاقتصادي أيضا.
سامي سعد










