البليدة….. مدينة الورود تطوي ملف النفايات العشوائية نهائيا

elmaouid

عرفت ولاية البليدة، خلال السنة المنصرمة، استرجاع لقب “مدينة الورود” عن جدارة من خلال استعادة شوارعها وأحيائها لزينتها ورونقها المعهود، بفضل تضافر جهود السلطات المحلية والمواطنين الذين عملوا جنبا إلى جنب في مختلف عمليات التزيين وإعادة التهيئة.

وأضحى الزائر لمدينة الورود يلاحظ هذا التغيير “الإيجابي” الذي يشمل المساحات الخضراء التي استحدثت والورود التي غرست والطرقات التي هيئت والشوارع التي أعيد طلاؤها بألوان زاهية وأعمدة الكهرباء التي استعادت إنارتها، ما أعاد البليدة إلى عهدها السابق الذي اشتهرت به على المستوى الوطني وحتى الدولي.

وتحولت الولاية منذ نهاية سنة 2015 لورشة كبيرة تسير بديناميكية عالية بشهادة العام والخاص، وذلك بفضل منهجية السلطات المحلية التي عملت على تحسيس المواطنين والمجتمع المدني ورجال الأعمال والصناعيين حول ضرورة المشاركة في تنمية ولايتهم والنهوض بها.

ولقي هذا النداء استجابة كبيرة من طرف سكان الولاية بجميع شرائحهم من عمال وموظفين وصناعيين وتجار وجمعيات وحتى تلاميذ المدارس، ولم يدخر هؤلاء أي جهد للمساهمة ولو بالقليل في تزيين مدينتهم.

 

مشاركة واسعة في إعادة تهيئة وإنجاز الفضاءات العمومية

من جهتهم، قام المستثمرون المحليون، على كثرتهم، بالانخراط في هذه الديناميكية والمشاركة فيها، حيث اختار كل واحد منهم مساحة وأنجز فيها حدائق وفضاءات للتسلية ونافورات. وسجل هذا المسعى تجاوبا فاق كل التوقعات وتم في بحر سنة 2016 تدشين عدة مواقع تم تأهيلها وصيانتها، أنجزها خواص دون أي تمويل من الدولة.

واستحسن هؤلاء “المحسنون المتطوعون” فكرة تزيين مدينتهم إلى درجة أنهم أصبحوا يتنافسون فيما بينهم في إنجاز الساحة أو الفضاء الأجمل والأبهى.

وعادت تلك المنافسة بالفائدة على مدينة البليدة التي أضحت تلبس أبهى الحلل، وأصبحت الساحات العمومية مزينة بالعشب الأخضر الطبيعي والورود تتوسطها نافورات المياه الملونة التي تتعالى وتتراقص مياهها.

وتم بفضل تلك الجهود تزيين الأشجار بمصابيح صغيرة ملونة مما صنع فرحة الجالسين فيها من مواطنين من مختلف الأعمار وحتى النساء اللاتي أصبحن يخرجن مع أطفالهن للجلوس والسهر في هذه الأماكن العمومية، وهو المنظر الذي افتقدته المدينة منذ سنوات عدة.

 

غرس 140 ألف وردة في أكبر عملية تطوعية…

وسبق هذه الحملة إطلاق عملية غرس 50 ألف وردة وزهرة عبر كامل تراب الولاية بمناسبة عيد النصر المصادف لـ 19 مارس، وهي المبادرة التي حققت “نجاحا باهرا” وتجاوزت الهدف المحدد ليصل عدد النباتات المغروسة إلى أزيد من 140 ألف شجيرة ووردة من مختلف الأنواع والأشكال، وذلك في أكبر عملية تطوعية بالولاية.

وقد عرفت العملية مشاركة فعالة للمواطنين الذين كانوا مرفوقين بأبنائهم وممثلي مختلف القطاعات الحيوية والمديريات التنفيذية والجمعيات والكشافة الإسلامية، وتم توفير جميع الوسائل اللازمة للاهتمام بهذه النباتات، حيث تم تكليف فرق تقوم بخرجات يومية لسقيها وتقليمها.

ورافقت هذه العملية حملات واسعة لتنظيف أحياء وشوارع “عروس” المتيجة، شارك فيها الآلاف من سكان الولاية وعمالها وموظفيها، تم خلالها رفع الأطنان من النفايات الهامدة التي كانت منتشرة عبر المدينة التي كانت تشوه الوجه الجميل لها.

كما شهد شهر رمضان الفارط حملة “البليدة في حلة جديدة” تم خلالها دهن وتزيين واجهات كافة المؤسسات العمومية والخاصة والإدارات وحتى المحلات التجارية في مسعى لتحسين الوجه الجمالي لمدينة الورود، وهي العملية التي تحققت هي الأخرى بنجاح كبير، وذلك بفضل مساهمة عدد كبير من المتعاملين الاقتصاديين وصناعيي المدينة من خلال التبرع بآلاف الدلاء من الطلاء.

 

القضاء على الأسواق الفوضوية، هدف آخر تم تحقيقه

وشمل استرجاع الوجه الجمالي للمدينة عملية كبيرة للقضاء على أكبر الأسواق الفوضوية بالولاية التي كانت تعكس وجها “بشعا” لها، كما كانت تحتضن بؤر الانحراف والتجارة الفوضوية على غرار سوق باب الجزائر بوسط المدينة والجواجلة بأولاد يعيش وأكبر سوق فوضوي بمدينة بوفاريك والعفرون وموزاية، ما ساهم بشكل كبير في تنفس الأرصفة وتخليصها من الزحام الذي كانت تتسبب فيه هذه الأنشطة الفوضوية.

وتم إزالة خلال العملية المذكورة 33 موقعا فوضويا من أصل 74 موقعا تم إحصاؤه على مستوى الولاية، وتبقى العملية متواصلة من أجل إزالة باقي الأسواق الفوضوية وإدماج الناشطين في هذا المجال ضمن أسواق نظامية. وتحصي ولاية البليدة قرابة 3000 تاجر فوضوي، منهم 2000 ينشطون على مستوى عاصمة الولاية، وتعمل مصالح التجارة حاليا على إدماجهم تدريجيا ضمن أسواق نظامية تستوفي كافة الشروط لممارسة النشاط التجاري خصوصا في الجانب المتعلق بالنظافة والذي تحاول السلطات المحلية كسب رهانه.

 

مؤسسات جديدة لرفع النفايات والاهتمام بالحدائق والإنارة العمومية

وفي مسعى لتجسيد هدفها والتكفل الأفضل بمشكلة رفع النفايات وتزيين الحدائق والمساحات الخضراء وصيانة الإنارة العمومية في البلديات الـ 25 التي تحصيها الولاية، بادرت السلطات بإنشاء ثلاث مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وهي “متيجة نظافة” و”متيجة حدائق” و”متيجة إنارة” لتنجز مهامها كما تدل عليه أسماؤها. وبالفعل ساهمت هذه المؤسسات الثلاثة منذ دخولها حيز الخدمة في أوت الفارط في التخفيف من مهام البلديات فيما يتعلق برفع النفايات وتصليح الإنارة العمومية

والاعتناء بالحدائق المتواجدة عبر كافة تراب الولاية، بهدف تحسين الإطار المعيشي للمواطن.

وبعدما كانت هذه المهام تنجز من طرف البلديات بطريقة غير متناسقة، وكانت تسجل عدة نقائص، أصبحت ثلاث مؤسسات فقط تقوم بهذه المهام عبر كامل بلديات الولاية بكثير من النشاط والصرامة والكفاءة، حيث أصبح أعوان هذه المؤسسات ينتشرون في الشوارع للقيام بمهامهم وهم يرتدون بدلات خاصة تحمل شعار المؤسسة واسمها، ما انعكس بالإيجاب على الشوارع ولقي استحسانا كبيرا من طرف المواطنين.