البياطرة ينصحون بالإقتناء من نقاط بيع مرخصة… أسواق فوضوية لبيع الأضاحي وطاولات لوازم النحر والتبن تغزو الشوارع
2019-08-02
يعود عيد الأضحى وتعود معه فرحة الصغار بقدوم هذه المناسبة التي تجعلهم يستمتعون باللعب بالأضحية وتدليلها قبل نحرها يوم العيد، فرحة كثيرا ما يكون ثمنها
إلحاق أضرار بالأحياء خاصة عندما يتخذ التجار هذه الأخيرة مكانا لبيع الكباش، فتأخذ فرحة المناسبة السكان وينسون أضرار ذلك إلا عندما يتعرض المصابين بالحساسية والأمراض المزمنة إلى أزمات كادت في أحيان كثيرة أن تودي بحياتهم بسبب الروائح الكريهة التي تخلفها هذه المواشي.
فأحياء العاصمة ومثل غيرها من المدن الكبرى تعيش حركة غير مسبوقة بسبب وصول أعداد هائلة من رؤوس المواشي حيث انطلق التجار في عرض سلعهم، ولتسهيل عملية البيع اتخذ هؤلاء الأحياء مكان للعرض، لما لذلك من أهمية خاصة، فتمكنوا من العزف على الوتر الحساس وهم الأطفال لما لهذه الفئة من شغف كبير بالكباش، والتفاخر فيما بينهم بنوعها وقرنيها وقوتها في المهاجمة، فتخطوا بذلك القانون الذي تسهر عليه وزارة الداخلية سنويا في تحديد مكان البيع، ليجدوا المجال واسعا لاستقدام أكبر عدد منها خاصة في ضل نقص المراقبة وإجراءات الردع التي تمنع مثل هذه التصرفات.
قوانين حبر على ورق وماشية الأحياء دون مراقبة بيطرية
من خلال محاولتنا الإستفسار عن كيفية تحديد أماكن البيع جاء الرد من قبل المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية ، الذي ذكر أن الوزارة وبالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية قامتا بتنصيب لجنة مشتركة كان من بين مهامها تحديد نقاط البيع، هذه المواقع التي تخضع لشروط معينة كبعدها عن الأحياء السكنية و تموقعها في مساحات واسعة على أن تنظف يوميا، كما تشترط إخضاع الأضاحي لمعاينة يومية من البياطرة الذين جندتهم وزارة الفلاحة لهذا الغرض، إلا أن عملية البيع بالأحياء غير قانونية حسبه بالإضافة إلى أن الماشية لا تراقب ، وهنا ذكر أن معظم الأضاحي التي يتم اكتشاف الكيس المائي فيها بعد النحر تم بيعها على مستوى هذه الأحياء.
ظاهرة خرجت عن السيطرة
رغم محاولة الجهات المعنية بسط السيطرة على مواقع البيع للقضاء عليها، إلا أنها لم تفلح في ذلك خاصة في ضل غياب المراقبة من الجهات المختصة، ما سمح للتجار بالإضافة إلى استغلال المساحات الخضراء ودهاليز العمارات لعرض ماشيتها والمزايدة في أسعارها دون أدنى رقابة ناهيك عن الأضرار الصحية التي تلحقها بالسكان.
مرضى الحساسية والربو على موعد مع الأزمات
السيدة حدة بحي ولاد بلحاج بالسحاولة تحولت حياتها هذه الأيام إلى جحيم، حيث تقطن في مكان يقوم فيه جارهم بتربية المواشي كلما اقترب عيد الأضحى، أين يلقى إقبالا واسعا من سكان الحي وهو ما يدفعه إلى رفع العدد كل سنة، تقول أنه حول المنطقة الى زريبة حيث تشم رائحة فضلات المواشي على بعد 500 متر بسبب قوتها، رغم محاولات الجيران التقدم نحو المصالح البلدية للتوقيف نشاط المعني بسبب الأضرار التي ألحقها بالسكان إلا أنهم، فشلوا في ذلك حيث تبين أن للمعني وسطاء بالبلدية يحمونه ويعرقلون قرار توقيف النشاط، إلا أن ما حز في أنفس سكان الحي تضيف السيدة حدة هو الأمراض التي أصيب بها السكان بسبب هذا الوضع ، تقول أنها منذ 15 يوما تقريبا بعد أن قام بجلب حوالي 30 رأس غنم من مدينة بسكرة ومنذ ذلك الوقت والروائح الكريهة تغزو المنطقة، وأصبحت البخاخة لا تفارقها كونها مصابة بداء الربو، ولا يقف الوضع عند هذا الحد بل تعداه إلى تنقلها يوميا إلى مستوصف الحي، لمساعدتها على التنفس وأحيانا يتطلب الأمر حقنها وإبقائها ليلة كاملة تحت المعاينة. وفي حي باش جراح الشعبي وجد التجار فرصة للربح بعد أن حولوا الحي الى دويلات صغيرة كل تاجر أمام عمارة وبحوزته مابين 10و15 كبش، ظاهرة ذاق بها السكان ذرعا ، وخاصة من لهم مرضى وهنا ذكر السيد عبد النور أنهم تقدموا أكثر من مرة إلى رئيس البلدية لاجتثاث هذه الظاهرة التي تعود سنويا للحي، وأكد أن ابنه أصيب بالحساسية نتيجة هذا الوضع، حيث لم يعد يتحمل رائحة الكباش.