في ظل الوفرة المعتبرة للمواد الاستهلاكية

التبذير.. سلوك اجتماعي مرفوض يتكرر كل رمضان

التبذير.. سلوك اجتماعي مرفوض يتكرر كل رمضان

تعود ظاهرة التبذير كل شهر رمضان سواء قبله من خلال نوبة الشراء الجنوني، أو من خلال الإفراط في تحضير المأكولات التي تذهب لدى العديد من الأسر نحو حاويات القمامة .

وتسعى السلطات الوصية لإبراز البعد الديني لشهر الصيام، وتعزيز روح التضامن والتعاون في المجتمع، من خلال تبني عدة آليات للحد من الاقتناء العشوائي للمواد الغذائية، وتشجيع المواطن على اقتناء كميات محددة بحسب ما يستهلكه من مواد غذائية، دون إسراف أو تبذير.

 

حملة وطنية لمكافحة التبذير

تسعى السلطات كل سنة إلى توعية المواطن وحثه على الاستهلاك الراشد وعدم الإسراف والتبذير، ولهذا السبب أعلنت وزارة التجارة عن الانطلاق الرسمي للأيام الوطنية التحسيسية حول مكافحة التبذير الغذائي، والتي تهدف إلى حث الأسر على ترشيد الاستهلاك والحد من الاقتناء العشوائي للمواد الغذائية، عبر تقديم نموذج عن الثقافة الاستهلاكية الصحيحة بما يحافظ على استقرار السوق.

وتستمر هذه الحملة التي جاءت تحت شعار “معا لرمضان دون تبذير، ما نبذرش خلي النعمة تدوم”، إلى غاية ثالث أيام عيد الفطر، ويشارك في تنشيط الحملة التي انطلقت من مديريات التجارة عبر كافة الولايات، مختلف الهيئات والفعاليات والتنظيمات المهنية.

وقد حرصت ذات الهيئة على إدراج عبارة بالعامية ضمن الشعار الذي تم اختياره لهذه السنة، لإيصال مغزى الحملة التوعوية إلى كافة شرائح المجتمع، في إطار مكافحة السلوكات غير السوية التي تظهر في شهر رمضان وفي المناسبات التي تزيد فيها وتيرة الاستهلاك، في مساعي تقوم بها وزارة التجارة كل سنة لتذكير المواطنين بأهمية عقلنة الاستهلاك وترشيده، إضافة لتثمين الجهود التي تقوم بها الدولة لمحاربة الندرة والمضاربة واحتكار المنتجات واسعة الاستهلاك وتوفيرها بشكل مستمر ومنتظم.

 

موروث اجتماعي يتنافى مع أهداف الشهر

يرى المختصون في علم الاجتماع أن الإسراف والتبذير باتا من الموروثات الاجتماعية الخاطئة، والتي يرى الشرع أنهما يتنافيان مع أهداف الشهر الفضيل، فبمجرد حلول شهر شعبان تهب العائلات والمواطنون عموما إلى الأسواق والمحلات في سباق محموم من أجل الشراء، فكل المحلات مكتظة على اختلاف ما تبيعه، فكل شيء يباع هذه الفترة .

 

قنوات الطبخ وراء تزايد الظاهرة

وتتمسك ربة البيت الجزائرية في رمضان بعادة تحضير عدد كبير من الأطباق بالرغم من أن أفراد الأسرة لا يستهلكون إلا القليل منها، وأغلبها يرمى في القمامة لعدم تمكن العائلة من تناولها، لتعيد تحضير أطباق أخرى في اليوم التالي.

وأرجع البعض التزايد المخيف لظاهرة الإسراف والتبذير إلى انتشار القنوات الخاصة بالطبخ، ومحاولة ربة البيت الجزائرية تقليد كل ما يبث في هذه القنوات من وصفات متنوعة، وشراء مستلزمات المطبخ من أواني وإكسسوارات وهي التجارة التي زاد ازدهارها .

 

نقص الثقافة الاستهلاكية

أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الطاهر بولنوار أن نقص الثقافة الاستهلاكية من أكبر العوامل التي تساعد على تفاقم ظاهرة تبذير المواد الغذائية خاصة في الشهر الفضيل، وكشف أن نسبة التبذير في الجزائر جد مرتفعة مقارنة بالبلدان المجاورة.

وفي ذات السياق، قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، إن المواد الاستهلاكية المدعمة، هي الأكثر عرضة للتبذير، داعيا الحكومة إلى وضع آليات جديدة وتغيير سياسة الدعم وتوجيهها مباشرة إلى المواطن البسيط، بدل دعم المنتجات بهدف الحد من هذه الظاهرة.

وحذر الطاهر بولنوار من خطورة تفاقم ظاهرة التبذير، حيث أرجع ارتفاع الأسعار إلى الطلب المتزايد على المواد الاستهلاكية خاصة في شهر رمضان.

وعن ثقافة الاستهلاك، شدد ذات المتحدث على ضرورة تكثيف حملات التوعية والعمل على نشر ثقافة الاستهلاك عبر المساجد، والمدارس، ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى دور جمعية حماية المستهلك في التوعية لترشيد الاستهلاك، وغيرها من الجهات المختصة.

لمياء. ب