تتوفر بلدية التريعات الواقعة على بعد 32 كلم من عاصمة ولاية عنابة على إمكانيات هائلة من شأنها أن تحسّن من الإطار المعيشي للسكان وتساهم في دفع عجلة التنمية المحلية بهذه الناحية، لكن ظلت أحياء هذه البلدية تفتقر لمظاهر التمدن كالطرقات
وشبكات الصرف الصحي، زيادة على الإنقطاعات المتكررة للكهرباء وضعف التغطية الصحية بقراها.
وحسب تقرير المجلس البلدي بالتريعات، فإن هذه الأخيرة تضم مجموعة من التجمعات السكانية المنتشرة بطريقة عشوائية عبر إقليم البلدية، كونها لم تخضع إلى دراسة عمرانية، كما تفتقر هذه التجمعات السكانية لأبسط مظاهر التمدن كون أغلب الطرقات مجرد ممرات ترابية تتوحل مع تساقط القطرات الأولى للمطر.
وحسب شكاوى سكان هذه القرى، فإن أحياءهم تفتقر لبرامج التهيئة والهياكل القاعدية كشبكات تصريف المياه القذرة التي تصب في العراء، مما تسبب في إصابة السكان بأمراض متنقلة، كما عبر السكان عن امتعاضهم الشديد إزاء إغفال البلدية لعدم انجاز قنوات لصرف مياه الأمطار التي تحمل الأوحال وتجتاح بناءاتهم مما تسبب في تصدعها وجعلها مهددة بالانهيار على حد تعبيرهم.
ويشكل ضعف التغطية الصحية أحد أهم انشغالات سكان قرى التريعات، الأمر الذي يجبر المرضى خاصة منهم أصحاب الأمراض المزمنة على التنقل إلى عاصمة الولاية أو الاستفادة من علاج المركز الصحي المتعدد الخدمات ببرحال مركز. وفي قطاع التربية تعاني المدارس والأقسام من غياب التدفئة وحتى وسائل النقل، كما تفتقر أغلب التجمعات السكانية للإكماليات، حيث يضطر التلاميذ إلى قطع 10 كلم يوميا إلى برحال مركز من أجل مزاولة دراستهم.
كما تعاني البلدية من غياب المرافق الرياضية والثقافية التي من شأنها التخفيف من الروتين اليومي لشباب البلدية التي تعاني من البطالة، والتي فاقت حسب مكتب اليد العاملة ببلدية التريعات 50 بالمائة رغم توفرها على منطقة نشاط صناعي، تضم مؤسسة إنتاجية، حيث ذكر الشباب بأن أغلب العمال بهذا المصنع هم من خارج البلدية، إلى جانب العزوف الجماعي عن خدمة الأرض بسبب نقص موارد السقي.
أنفال. خ