عقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، والوزير المنتدب لدى وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، فؤاد حاجي، اجتماعًا هامًا يهدف إلى وضع خطة تعاون وشراكة بين القطاعين.
ويأتي الاجتماع الذي انعقد بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، الساعية إلى تحقيق الأمن الصحي الوطني عبر تطوير الإنتاج المحلي للأدوية، حيث تمحورت المناقشات حول تعزيز التكامل في مجالات التكوين، تبادل الخبرات والمعارف، وتطوير البحث العلمي. واتفق الطرفان، على إعداد ورقة طريق مشتركة تهدف إلى تحقيق إنتاج أدوية جزائرية 100 بالمائة، من خلال الجمع بين قدرات مراكز البحث العلمي والإمكانات الصناعية للمؤسسات الصيدلانية. كما أعلن الوزيران، عن تشكيل لجنة وطنية مشتركة، ستتولى متابعة تنفيذ ورقة الطريق وتقريب وجهات النظر بين الباحثين والمؤسسات الصيدلانية، بما يضمن تلبية متطلبات الطرفين وتطوير مشاريع مشتركة. من جانبه، دعا الوزير المنتدب، فؤاد حاجي، إلى تسريع العمل لإنتاج أول منتج صيدلاني جزائري بالشراكة بين القطاعين في أقرب الآجال. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الثقة في القدرات المحلية وتطوير الصناعة الصيدلانية الوطنية، على أن يتم لاحقًا التوسع لإنتاج مجموعة من الأدوية بالشراكة مع مراكز البحث العلمي. وفي سياق متصل، أشار الوزير المنتدب إلى أهمية تنظيم ندوة وطنية قريبًا تجمع كل الفاعلين في قطاعي التعليم العالي والصناعة الصيدلانية. تهدف هذه الندوة إلى تحديد متطلبات كل طرف، ورسم مخطط استراتيجي لتطوير البحث العلمي والإنتاج الدوائي المحلي. تأتي هذه المبادرة كخطوة أساسية لتحقيق السيادة الوطنية في مجال الأدوية، بما يتماشى مع تطلعات الجزائر نحو الاكتفاء الذاتي في الصناعات الصيدلانية. ومن المتوقع أن يساهم هذا التعاون بين القطاعين، في تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير أدوية بجودة عالية وأسعار تنافسية تخدم المواطنين. ختامًا، يُنتظر أن يشكل هذا المشروع نقطة تحول في مسار البحث العلمي والصناعة الصيدلانية في الجزائر، عبر تحقيق تكامل حقيقي بين القطاعات المختلفة من أجل تحقيق الأمن الصحي المستدام.
إيمان عبروس