يستقطب عددا معتبرا من المواطنين

التعليم القرآني.. قِبلة جميع الفئات بوهران

التعليم القرآني.. قِبلة جميع الفئات بوهران

أصبح التعليم القرآني بولاية وهران يستقطب عددا معتبرا من المواطنين من مختلف الفئات والأعمار، الذين يقبلون على المدارس القرآنية والزوايا والجمعيات الناشطة في هذا المجال لحفظ كتاب الله.

وتستوعب هذه المؤسسات الدينية التلاميذ ما قبل التمدرس وصغار الحفظة والطلبة ما بعد التمدرس والطلبة المسافرين والنساء، وحتى أقسام محو الأمية بالمساجد تحرص على التعليم القرآني، حسب مسؤولي المديرية الولائية للشؤون الدينية والأوقاف.

وإذا كانت الزوايا وبعض المدارس المسجدية ما تزال تعتمد على الوسائل التربوية التقليدية كاللوحة والحبر المحلي وأدوات المحو، فإن العديد منها، لا سيما تلك التابعة للجمعيات، أصبحت تساير التطور وتم تجهيزها بالوسائل الحديثة، إضافة الى اعتمادها على طرق التلقين المعمول بها بالمدارس النظامية.

وقد بلغ عدد المنتسبين إلى المدارس القرآنية بولاية وهران أزيد من 950 20 طالبا يتابعون دراستهم على مستوى 423 مدرسة، منها 34 مدرسة قرآنية منفصلة عن المساجد أو تابعة للجمعيات، وفقا لما صرح به لـ “وأج” رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين والثقافة الإسلامية بالمديرية المذكورة بوخماشة مخفي.

ويأتي الطلبة الكبار (ما بعد التمدرس) في المقدمة بعدد 796 7 طالبا، فيما وصل عدد صغار الحفظة إلى حوالي 3000 متمدرس، والدارسين للقرآن الكريم بأقسام محو الأمية بأكثر من 740 2 طالبا والطلبة المسافرين القادمين من مختلف أنحاء الوطن بأزيد من 280 طالبا، استنادا لذات المسؤول.

ويحظى حفظ القرآن الكريم بمكانة رفيعة لدى النساء من مختلف الأعمار اللائي تزدحم بهن حلقات تعليم القرآن، حيث وصل عددهن إلى أكثر من 000 6 مقبلة على حفظ الذكر الحكيم .

ويشرف على تأطير مدارس تعليم القرآن الكريم أزيد من 900 أستاذ منهم أئمة وموظفون بقطاع الشؤون الدينية ومرشدات ومتطوعون. ويستفيد الموظفون من دورات تكوينية وتربصات بمراكز التكوين العشرة بالولاية التابعة للقطاع للنهوض أكثر بالتعليم القرآني .

ولا يقتصر التعليم القرآني على حفظ كتاب الله والمحافظة عليه، بل يشمل علوم القرآن والفقه واللغة العربية والنحو والسنة النبوية، علاوة على التربية الروحية بغية غرس جميع الفضائل الأخلاقية المحمودة لدى المتمدرسين وإعدادهم ليكونوا مربين في المستقبل .

الزاوية البلقائدية.. مركز للإشعاع الديني وتحفيظ القرآن والتربية الروحية

تعتبر الزاوية البلقائدية الواقعة بسيدي معروف، بالضاحية الشرقية لوهران، مركزا للإشعاع الديني ولها تاريخ حافل في مجال تحفيظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع والتربية الروحية يقصدها الطلاب من مختلف أنحاء البلد وحتى من الخارج.

وقد ساهمت مدرستها القرآنية على مدار عقود من الزمن في إعداد أجيال من الشباب الحافظين لكتاب الله والمتقنين لأحكامه وتفسيره والمتمكنين في علومه والمتشبعين بفضائل التربية الإسلامية، والذين كان لهم الفضل في مواصلة تدريس وتحفيظ القرآن الكريم، كما دأب على ذلك الأسلاف منذ دخول الإسلام لهذا البلد في القرن الأول الهجري .

وتحصي الزاوية البلقائدية حاليا بمدرستها القرآنية أزيد من 165 طالبا أغلبهم يستفيد من النظام الداخلي، قدموا من مختلف ولايات الوطن على غرار تبسة وتمنراست وولايات غرب الوطن، وذلك بالإضافة الى الدارسين بفروعها بوهران والجزائر العاصمة والبليدة وعنابة وتلمسان والأغواط وبشار وتقرت وخميس مليانة وفرع باريس بفرنسا، كما ذكره مفتش التعليم القرآني بالزاوية .

ويستفيد المنتسبون لهذه الزاوية من التأمين الاجتماعي والتغطية الصحية بفضل العيادة التي تتوفر عليها هذه المؤسسة الدينية، وفق رشيد بوجمعة، الذي أشار إلى أن كل المصاريف تتحملها الزاوية من خلال مداخيل أوقافها.

وبالإضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم بالطريقة التقليدية باستخدام اللوحة، يتم تلقين الطلبة التعليم الشرعي من فقه وتفسير والحديث النبوي إلى جانب اللغة العربية والنحو. كما تم إعداد برنامج خاص للموهوبين منهم لتعلم أحكام التجويد والقراءات العشر يشرف عليه شيخ مصري أزهري، أشرف النهري.

جمعيات دينية رائدة في التعليم القرآني

برزت بولاية وهران في السنوات الأخيرة جمعيات دينية تخصصت في التعليم القرآني، اكتسبت تجربة مكنتها من أن تصبح رائدة في تحفيظ كتاب الله على غرار جمعيات “الزاد” و”النماء” و”الفرقان”.

وتستقبل جمعية “الزاد” لتعليم القرآن الكريم الكائنة بحي “مطلع الفجر” شرق مدينة وهران التي افتتحت سنة 2010 أزيد من 200 متمدرس من أطفال ونساء من مختلف فئات الأعمار الذين يتم تلقينهم، بالإضافة إلى حفظ القرآن، أحكام التجويد والتفسير (ابن كثير) والأحاديث النبوية (الأربعين النووية)، علاوة على اللغة العربية. كما تنظم هذه الجمعية التي تحمل شعار “القرآن زادك في الدنيا شفيعك في الآخرة” ندوات فكرية لفائدة المنتسبين إلى مدرستها للتعليم القرآني، تتناول مواضيع اجتماعية وعلمية على غرار “العلاقات الأسرية” و”العلاقات الزوجية” و”التربية الذكية لدى الأطفال”، حسب رئيسة الجمعية نكروف جميلة.

ويشارك المنتسبون للمدارس القرآنية بالولاية في المسابقات المحلية والوطنية، حيث أحرز أحد ممثلي الزاوية البلقائدية الجائزة الأولى في مسابقة “تاج القرآن” الوطنية، إضافة إلى حصول آخرين على مراتب متقدمة في مسابقات دولية بالمغرب وتونس والكويت وإيران.

ق. م