وقعّه وزير التعليم العالي إلكترونيا

“التفاصيل الكاملة” للقرار الوزاري لحركية طلبة الليسانس والماستر

“التفاصيل الكاملة” للقرار الوزاري لحركية طلبة الليسانس والماستر

وقّع وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، مؤخرا، إلكترونيا، على قرار يتعلق بالحركية الأكاديمية للطلبة في طوري الليسانس والماستر بين المؤسسات الجامعية، يحدد شروط الاستفادة من هذا الإجراء.

وتسمح الحركية الأكاديمية للطالب بالقيام بجزء من دراسته في طوري الليسانس أو الماستر في مؤسسة جامعية أخرى عبر التراب الوطني، مع بقائه مسجلا بجامعته الأصلية، وذلك من خلال إبرام عقد الحركية الذي يتم تحديد شروطه ما بين المؤسستين الجامعيتين المعنيتين. ويشير القرار الوزاري إلى أن الحركية الأكاديمية للطلبة والتي ستشكل إحدى الأولويات اعتبارا من العام المقبل، تنقسم إلى نوعين. الحركية الفعلية التي تعني تنقل الطلبة وقيامهم بأنشطة بيداغوجية وتعليمية في مؤسسة جامعية أخرى عبر التراب الوطني والحركية الهجينة التي تتعلق بتنقل الطالب مع استفادته من تكوين افتراضي. ويرمي هذا الإجراء الذي كان من المفترض تطبيقه بالموازاة مع نظام (ليسانس/ماستر/دكتوراه) إلى اكتساب الطالب لمعارف جديدة مدرجة في برنامج المؤسسة المستقبلة والانفتاح وتنمية مهاراته البشرية والسلوكية، فضلا عن إثراء ثقافته من خلال الاحتكاك بثقافات مناطق أخرى من الوطن. كما جاء في نص القرار، أنه تهدف عصرنة التعليم العالي أيضا السماح لطالب أو لطالبة بمواصلة جزء من دراسته في مؤسسة مستقبلة أخرى مع بقائه مسجلاً في مؤسسته الأصلية عبر التراب الوطني. يساهم هذا الإجراء، الموسوم بالحركية الأكاديمية في إنشاء فضاء جزائري لتعليم عال شامل مما يشجع بدوره الالتزام المدني ويتيح للطلبة فرصة التعلم بالوتيرة التي تناسبهم. وتعد الحركية عند الشباب الذي لا يملك خبرة، خطوة حاسمة ومهمة لخوض تجربة جديدة، وهو ما تطمح إليه الحركية بشكل عام من خلال التعرف على مختلف مناطق الوطن تطوير المرونة والاستقلالية وخوض تجربة طالب يبحث عن ثقافات وتقاليد مختلفة، واكتشاف طرق أخرى للتعليم، وطرق أخرى للتعلم، وتثمين مساره الأكاديمي لدى أرباب العمل. كما تعد الحركية وسيلة قوية للتنشئة الاجتماعية حيث تسمح للجميع بمحاربة العزلة والاقصاء. لا ينبغي اعتبارها قوسًا مغلقا على الفور، ويجب ألا تفتقر في البداية إلى المشاريع حتى لا نعيش بعض الإحباطات عند ضياع فرص ما. وبهدف تأطير هذا النشاط، يتم إبرام عقد الحركية تحدّد شروطه ما بين مؤسستين للتعليم العالي. يحدّد هذا العقد حقوق والتزامات الطالب ومؤسسات التعليم العالي المعنية خلال مدة الحركية. ويوقع عقد حركية الطالب من قبل المؤسسة الأصلية والمؤسسة المستقبلة والطالب. ويجب أن يتمتع الموقعون الذين يمثلون المؤسستين رسميا بالصلاحية التي تسمح لهم بإلزام المؤسسات المذكورة. هذا وكان من المفروض أن يكون اعتماد نظام ليسانس، ماستر دكتوراه (ل.م.د) مصحوبًا، كما هو منصوص عليه في مبادئه، بآلية للحركية الأكاديمية للطلبة على الصعيدين الوطني والدولي. ولم يكن هذا ممكنا إلا مع المؤسسات الأوروبية من خلال مشاريع تمبوس Tempus وإيراسموس Erasmus لاحقا. بينما لم يتم اعتمادها إطلاقا داخل التراب الوطني بسبب صرامة مسؤولي المؤسسات الذين يولون، بكل غرابة، أهمية أكبر لخارج البلاد من داخلها. ومع ذلك، لقد استفادت بعض الجامعات الجزائرية بشكل كبير من تبادلات التعاون الدولي هذه، على حساب الحركية الداخلية بالرغم من كونها ذات أهمية بالغة بالنسبة للطالب ولتثمين مهام الجامعة الجزائرية.

 

أهداف الحركية الأكاديمية لطلبة الماستر والليسانس

 

وفي هذا السياق، قامت المديرية العامة للتعليم والتكوين بالوزارة المكلفة بالتعليم العالي بإعداد هذا الإطار المرجعي لاستخدام الحركية الأكاديمية وجعل هذه الأخيرة كإحدى أولوياتها اعتبارا من العام المقبل بفضل مزاياها كاندماج الطالب في ثقافات وتقاليد وطرق تدريس وتقييم أخرى، حيث يتم إبرام عقد الحركية الأكاديمية بين مؤسستين للتعليم العالي لتعزيز تنقل الطلبة عبر التراب الوطني لغرض التعلم والتعاون والتقارب بين مؤسسات التعليم العالي. وتتمثل الأهداف الموكلة للطالب المتعاقد في اكتساب معارف جديدة مدرجة في برنامج المؤسسة المستقبلة، سواء كانت غير موجودة في برنامج المؤسسة الأصلية أو ذات صلة وثيقة بأهداف البرنامج الأول، والانفتاح وتنمية المهارات البشرية والسلوكية المهارات الناعمة مثل التواصل والثقة بالنفس، وإدارة الوقت، وإدارة الضغوط، وروح المبادرة، والتكيف مع المواقف الأخرى… إلخ، إثراء ثقافته بالثقافات والتقاليد الأخرى للوطن، تطوير فكرة التعليم من خلال التقرب من طرق التعليم والتقييم الأخرى، على ينبغي أن تلتزم المؤسسات المعنية باحترام محتوى عقد الدراسة سواء من حيث الاستقبال والمراقبة والتقييم وكذا المصادقة على النتائج الأكاديمية التي تحصل عليها الطالب (ة) أثناء الحركية الأكاديمية.

سامي سعد